الهواتف والأجهزة الإلكترونية القديمة هي ثروات مهدرة تحتوي على عناصر نادرة


محتوى المقال
لندن – بريطانيا بالعربي: يقول الخبراء أن لدينا جميعًا في منازلنا كنوز تكنولوجية مهدرة في حين أنها قد تصبح نادرة في المستقبل.
قدرت دراسة حديثة أن هناك ما يصل إلى 40 مليون من الهواتف والأجهزة الإلكترونية القديمة غير المستعملة في منازل المملكة المتحدة.
وكل جهاز يحتوي على العديد من العناصر القيمة والمهددة بالانقراض بشكل متزايد.
كان التناقص المتزايد غير الملحوظ لما يسمى بـ “العناصر الأرضية النادرة” هو الدافع وراء استطلاع الجمعية الملكية للكيمياء لمقدار تخزين الأجهزة الإلكترونية غير المستخدمة.
أجرت المنظمة استطلاعًا للرأي عبر الإنترنت – أكمله أكثر من ألفي شخص – كشف أن نصف أسر المملكة المتحدة لديها جهاز إلكتروني واحد على الأقل غير مستخدم وأن 45% من المنازل لديها ما يصل إلى 5 أجهزة.
وأقر الأغلبية أنه ليس لديهم خطة لإعادة تدوير مجموعتهم.
ما العناصر الموجودة في الهواتف والأجهزة الإلكترونية القديمة المعرضة للنفاد؟
تقول الدكتورة إليزابيث راتكليف من الجمعية الملكية للكيمياء “هناك حوالي 30 عنصرًا مختلفًا في الهاتف الذكي فقط، والكثير منها نادر جدًا”.
وأوضحت أن الإنديوم المعدني يستخدم في مركب فريد يسمى أكسيد قصدير الإنديوم وهو مركب مهم جدًا في تصنيع الشاشات التي تعمل باللمس لأنه مسؤول عن توصيل الكهرباء كما أنه شفاف ولهذا يستخدم في الألواح الشمسية لذلك سنحتاج إلى الكثير منه في المستقبل.
وأضافت “لا يوجد الكثير منه على الأرض ولاستخراج بضعة ملليغرامات من الإنديوم، تحتاج إلى كيلو من الخام”.
وذكرت أيضًا “معظمنا لم يسمع عن التنتالوم، لكنه معدن مقاوم للصدأ وهو مثالي للأجهزة الإلكترونية الصغيرة مثل هواتفنا كما أنه مثالي أيضًا لأجهزة السمع وأجهزة ضبط السرعة”.
ويُقدر العلماء أن مناجم الإنديوم والتنتالوم – من بين عناصر أخرى – قد تنفد خلال قرن واحد، في الوقت الذي يتزايد فيه الطلب على التكنولوجيا الجديدة يومًا بعد يوم.
وتقول الدكتورة راتكليف “حتى النحاس المستخدم في كل هذه الأسلاك ليس متوفرًا إلى ما لا نهاية. بالإضافة إلى أن معظم هذه الأجهزة مغلّفة بالبلاستيك بما يعني أنها قابلة لإعادة التدوير”.
عناصر في الهواتف والأجهزة الإلكترونية القديمة يمكن أن تنفد خلال مائة عام
الغاليوم: يستخدم في موازين الحرارة الطبية والمصابيح والألواح الشمسية والتلسكوبات وله خصائص مضادة للسرطان.
الزرنيخ: يستخدم في الألعاب النارية، وعازل للأخشاب ويضاف بنسب معينة إلى علف الدواجن للوقاية من الأمراض.
الفضة: تستخدم في المرايا والعدسات التفاعلية التي تغلق في ضوء الشمس والملابس والقفازات المضادة للبكتيريا المستخدمة مع الشاشات التي تعمل باللمس.
الإنديوم: يستخدم في الترانزستور والرقائق الدقيقة وأنظمة مقاومة الحرائق وطلاء لسيارات فورملا وان والألواح الشمسية.
الإيتريوم: يستخدم في مصابيح الليد LED البيضاء وعدسات الكاميرا ويمكن استخدامه في علاج بعض حالات السرطان.
التنتالوم: يستخدم في عمليات زرع الأعضاء، والأقطاب الكهربية لأضواء النيون وشفرات التوربينات وفوهات الصواريخ وأغطية الأنف في الطيارات الأسرع من الصوت وأجهزة السمع وأجهزة تنظيم ضربات القلب.
ما يجب فعله مع الهواتف والأجهزة القديمة؟
باختصار إعادة تدويرها، بالبحث عن أقرب نقطة لإعادة تدوير الإلكترونيات عبر الإنترنت، أو إلى موزعين يكونون ملزمين فعليًا باستعادة المواد التالفة عند شراء منتج جديد منهم”.
وفقًا لمجموعة إعادة تدوير النفايات الكهربية، يُعاد تدوير حوالي 500 ألف طن من النفايات الإلكترونية في المملكة المتحدة فقط كل عام، وهذا ليس سوى جزء بسيط من الهواتف والأجهزة الإلكترونية القديمة المتراكمة في مكبات النفايات وفي المنازل”.
وتنصح الدراسة أن تأخير عملية شراء هاتف جديد كل عام، سوف تقلل بدورها من تزايد كمية النفايات الإلكترونية كل عام.