وفقًا لدراسة نُشِرَت يوم الخميس من قِبَل معهد الصحة العامة الهولندي (RIVM)، يتعرض جزء كبير من السكان الهولنديين لمستويات عالية من مواد PFAS التي يُمكِن أن تكون غير صحية. ويعود المصدر الرئيسي لتعرضهم لهذه المواد الكيميائية إلى تناول الأسماك، وخاصة تلك التي تم صيدها في منطقة ويسترشيلدي، حيث حذَّر RIVM من تناولها منذ عام مضى بسبب احتوائها على مستويات عالية من PFAS.
تُستخدَم مواد PFAS في العديد من المُنتجات التي تُقاوِم الحرارة والماء والزيت، ولكنها تسبب مخاوف بيئية وصحية بسبب صعوبة تحلُّلها وآثارها الضارة المحتملة على صحة الإنسان، وقد ارتبط استخدامها بأمراض السرطان وارتفاع مستويات الكوليسترول والعيوب التناسلية.
يمكن العثور على مركبات PFAS في مختلف أنحاء البيئة، وتستخدم في مجموعة واسعة من المنتجات، مثل تغليف المواد الغذائية، والطلاء غير اللاصق، والملابس المقاومة للماء. وقد أطلقت بعض المصانع، مثل Chemours في Dordrecht و3M في أنتويرب، هذه المركبات في الأنهار والهواء لسنوات عديدة. وأظهر التقرير أن تركيزات هذه المركبات التي يتعرض لها الناس تتجاوز “القيمة الإرشادية الصحية”، وهي المستوى المرجعي المستخدم لتقييم المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بالتعرض لمادة معينة. وعلى الرغم من أن هذا الحد منخفض جدًا، إلا أن تجاوزه لا يعني على الفور أن الجميع سيصاب بالمرض.
تبين أن متوسط كمية مركبات PFAS التي يتناولها الأفراد أقل بنسبة 40% من المتوقع سابقًا، ولكن هناك قلق من تجاوز الحد المسموح به، حيث يمكن أن يؤدي التعرض لتركيزات عالية بشكل مفرط إلى أضرار صحية. ووجدت دراسة أجريت من قبل RIVM أن سمك القد يحتوي على أعلى مستويات PFAS، تليه السلمون المعلب. وعلى الرغم من ذلك، فإنه لا يزال من المستحسن تناول الأسماك مرة واحدة في الأسبوع، نظرًا لقيمتها الغذائية والفيتامينات والمعادن، ويوصي الخبراء بتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة كإستراتيجية عامة للحد من تناول مركبات PFAS.
يشكل الطعام أكثر من 70% من مصادر التغذية لدى الأفراد، في حين يأتي مصدر آخر مثل مياه الشرب بنسبة أقل. وتحتوي المياه السطحية على أعلى نسبة من مركبات PFAS، ورغم أن تركيز هذه المواد منخفض إلا أنها تسهم في التعرض لها. وعلى الرغم من نظافة مياه الصنبور في هولندا، فإن اللوائح الصارمة أصبحت مطبقة في السنوات الأخيرة، ومازال هناك حظر كامل يجري تنفيذه على المستوى الأوروبي، ولكن من المحتمل أن يستغرق وقتًا طويلاً لتحقيق ذلك. لذلك، ينصح الخبراء بشرب ماء الصنبور للحفاظ على صحة الجسم.
التقارير من الوكالة الوطنية للموانئ
