أفاد علماء مسلمون في المملكة العربية السعودية بأن اللحوم المزروعة في المختبر يمكن اعتبارها حلالاً، وذلك بناءً على نصيحتهم لشركة أمريكية ناشئة في مجال الأغذية. وقد بدأت هذه الصناعة في استكشاف الشهادات المناسبة للقواعد الغذائية الدينية. وقد طلبت شركة Eat Just، ومقرها سان فرانسيسكو، من ثلاثة من علماء الشريعة دراسة إمكانية جعل اللحوم المزروعة حلالاً. وخلص العلماء إلى أنه يمكن ذلك، شريطة أن تكون أي خلايا جذعية مستخدمة في تصنيعها مأخوذة من مصادر حلال، بالإضافة إلى شروط أخرى.
رغم أن الصناعة اللحومية المختبرية لم تصل بعد إلى مرحلة التجارة الواسعة، فإن الهيئات التنظيمية في الولايات المتحدة وسنغافورة وافقت على اختبار منتجات بعض الشركات الناشئة في هذا المجال. ويسعى هؤلاء الشركات إلى تحديد مدى ملاءمة منتجاتها للاستهلاك البشري، خاصة المستهلكين الذين يتبعون نظام غذائي حلال. ومع ذلك، تبقى العملية صعبة نظراً لاختلاف الشهادات الغذائية الدينية من بلد لآخر، وقد يختلف رأي السلطات الدينية في مختلف الولايات.
ميرتي جوسكر، المدير الإداري لمجموعة الدفاع عن البروتين البديل، معهد الغذاء الجيد في آسيا والمحيط الهادئ، تؤكد أن قرار Eat Just لا يغير الوضع الحالي لمنتجات اللحوم المزروعة في السوق، ولكنه يمهد الطريق للتسويق التجاري. وتضيف أن هذا الحكم يوفر رؤية تشتد الحاجة إليها حول خريطة طريق الموافقة، وتتوقع أن تبدأ الشركات الناشئة في تكييف عمليات الإنتاج لتلبية هذه التوجيهات الجديدة على الفور.
تتم إنتاج اللحوم المستنبتة في المختبرات من خلايا حيوانية، وتُزرع في مفاعلات حيوية، وهذا يختلف عن اللحوم النباتية التي تُنتجها شركات مثل Beyond Meat وImpossible Foods والتي تتكون من مكونات مثل بروتين البازلاء وفول الصويا. كان المستثمرون يراهنون على اللحوم المستنبتة في العام الماضي بدلاً من اللحوم النباتية.
أوصى العلماء المسلمون بأن يكون خط إنتاج الخلايا المستخدم في اللحوم المستنبتة مشتقًا من حيوان يسمح للمسلمين بتناوله، وأن يتم ذبحه وفقًا للشريعة الإسلامية، وأن يتم تغذيته بالعناصر الغذائية المسموح بها. كما يجب أن يكون المنتج النهائي صالحًا للأكل وصحيًا ومعتمدًا من قبل الهيئة التنظيمية ذات الصلة.
“توسيع نطاق التكنولوجيا، وخفض التكاليف، وضمان الوصول المفتوح للجميع، بما في ذلك ملياري شخص لا يأكلون اللحوم إلا إذا كانت حلالاً، هي أولوياتنا. وتعمل شركة Good Meat، التابعة لشركة Eat Just والتي تبيع الدجاج المستنبت في مطعمين في سنغافورة وواشنطن العاصمة، مع شركة المنتجات الحلال الاستشارية في المملكة العربية السعودية – وهي شركة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة في البلاد – للحصول على المشورة بشأن عملية التصديق.”
يتم تشغيل مجلس أوغاما الإسلامي السنغافوري في سنغافورة، وهو الكيان الوحيد المخول بإصدار شهادات الحلال في الدولة. كما تعاونت شركة تصنيع اللحوم المزروعة السنغافورية إسكو أستر مع المجلس لتطوير إطار تنظيمي. وفي الأسبوع الماضي، قامت أكبر هيئة لإصدار شهادات الكوشر في العالم التابعة للاتحاد الأرثوذكسي بإصدار شهادة لخط خلايا الدجاج المستخدمة من قبل شركة الأغذية الإسرائيلية الناشئة SuperMeat.
تشير العلامات إلى وجود خلاف حول جواز استخدام الخلايا المأخوذة من الحيوانات الحية والمزروعة في مفاعل حيوي. فقد أصدرت نهضة العلماء، المنظمة الإسلامية الرائدة في إندونيسيا، قراراً في عام 2021 ينص على عدم جواز استخدام هذه الخلايا.
المصدر .ft.
