تطبيق NHS تفادى حدوث الآلاف من الوفيات في بريطانيا


أظهرت تقارير أن تطبيق تتبع الاحتكاك مع المصابين الذي نشرته هيئة الصحة الوطنية البريطانية NHS كان له دور كبير في تقليل انتشار فيروس كورونا في المملكة المتحدة. ويُقدر الباحثون أن التطبيق تفادى حدوث مئات الآلاف من حالات الاصابة وآلاف الوفيات.
NHS tracing app 'prevented thousands of deaths' https://t.co/0CDmSUygVZ
— BBC News (UK) (@BBCNews) May 13, 2021
وذكر في التقرير أن”كل حالة مؤكدة وافقت على إرسال اشعارات لجهات الاتصال الخاصة بها من خلال التطبيق منعت في المتوسط ظهور حالة واحدة جديدة”. كما شارك بعض الباحثين في التقرير في إنشاء تطبيق تتبع الاحتكاك مع المصابين لـ NHS.
تغطي الورقة البحثية الفترة بين إطلاق التطبيق في 24 سبتمبر /أيلول من العام الماضي وحتى نهاية عام 2020. حيث قام باستخدام التطبيق 16.5 مليون شخص بشكل منتظم، أي قرابة 28٪ من سكان المملكة المتحدة.
يعمل التطبيق عن طريق استخدام مستشعرات الهاتف الذكي لقياس مدى قرب المستخدم ومدة احتكاكه مع مستخدمي التطبيق الآخرين. وإذا ثبتت إصابة أحد المستخدمين بفيروس كورونا، يمكن للتطبيق إرسال اشعارات بهدف تنبيه الأشخاص الذين كانوا على اتصال جسدي بالشخص المصاب.
وذكرت الورقة البحثية إنها أرسلت حوالي 1.7 مليون “إشعار إصابة” بعد أن ثبتت إصابة 560 ألف مستخدم للتطبيق. كما قاموا بتقدير أن كل زيادة في عدد مستخدمي التطبيق بنسبة 1٪ أدت إلى تقليل عدد الحالات بنسبة تتراوح بين 0.8٪ و 2.3٪. ويعود الفرق بين هاتين النسبتين إلى أن الفريق استخدم طريقتين مختلفتين لحساب تأثير التطبيق.
لكنهم أشاروا أيضًا إلى أنه يمكن أن يكون هناك تأثير آخر للتطبيق على المستخدمين، وإن كان غير مباشر”. حيث اقترحوا أنه “من الممكن أن المستخدمين حافظوا على مسافة أكبر بينهم مما كانوا سيفعلونه لولا وجود التطبيق، مدركين أن التطبيق يراقب المسافة ويمكنه لاحقًا أن ينصحك بالحجر الصحي.
كشف التقرير البحثي أيضًا عن بعض المعلومات حول أوضاع استخدام التطبيق. حيث استُخدم التطبيق على نطاق واسع في المناطق التي كانت “أكثر ريفية، مع نسبة فقر أقل”، وكان دور التطبيق في التقليل من انتشار الفيروس أكبر بعد اجراء التغييرات الكبيرة في طريقة عمل تقنية التطبيق في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وهو ما أشار إليه الباحثون على أنه “تطوير مهم”.
قبل القيام بالتطوير، واجه التطبيق سلسلة من الصعوبات. وفي البداية، قررت حكومة المملكة المتحدة انشاء نظامها الخاص بدلاً من نظام Apple-Google المدمج المستخدم على نطاق واسع والذي يقدمه عمالقة التكنولوجيا.
لكن عندما تم إطلاق التطبيق، اتضح أن بعض الهواتف القديمة لا يمكنها تشغيله، وقد يكون تتبع جهات الاتصال في بعض الأحيان غير دقيق. كما واجه التطبيق رفضًا بسبب مخاوف من إمكانية الشرطة الولوج إلى وظيفة التتبع بطريقة ما.
وتعرضت في الآونة الأخيرة عملية الاختبار والتتبع بأكملها بما في ذلك عملية تتبع جهات الاتصال اليدوية، لانتقادات شديدة من قبل السياسيين باعتبارها “لا تملك تأثيرًا واضحًا” على الرغم من الميزانية المخصصة لها والتي تبلغ عدة مليارات.
يشير هذا البحث الأخير إلى أن التطبيق كان له بعض التأثير. لكن الباحثين حذروا أيضًا من الثقة الزائدة فيه، حيث ذكر التقرير: “التتبع الرقمي ليس بديلاً عن التتبع اليدوي وكلاهما قيم. التطبيق ليس بديلاً عن إجراءات التباعد الاجتماعي أو أقنعة الوجه، وتتطلب السيطرة على الوباء جميع التدخلات المتاحة للعمل معًا”.
المصدر/ BBC