قال الملك ويليم ألكساندر إن العائلة المالكة الهولندية ستتوقف مؤقتًا عن استخدام العربة الذهبية حتى “تصبح هولندا جاهزة لذلك مجددًا”، بعد انتقادات حول علاقة العربة ورمزيتها للحقبة الإستعمارية للإمبراطورية الهولندية.
King Willem-Alexander has said the Dutch royal family will temporarily stop using the Golden Coach until "the Netherlands is ready," following criticism of colonial ties to the horse-drawn carriage.https://t.co/zRbo6ny6Ya
— CNN (@CNN) January 16, 2022
يأتي هذا بعد أن نشر الملك رسالة فيديو على حساب العائلة المالكة الموثق على يوتيوب يوم الخميس، قائلًا فيها: “يحتوي تاريخنا على الكثير لنفتخر به. وفي الوقت نفسه، فإنه يوفر أيضًا مواد تعليمية للتعرف على الأخطاء وتجنبها في المستقبل”.
وأضاف: “لا يمكننا إعادة كتابة الماضي، ولكن يمكننا محاولة التصالح معًا وهذا ينطبق أيضًا على الماضي الاستعماري. نحن بحاجة لبذل جهد جماعي يتعمق أكثر ويستمر لفترة أطول، جهد يوحدنا بدلاً من أن يفرق بيننا”.
يُذكر أن العربة الذهبية هي عبارة عن عربة يمتلكها ويستخدمها أفراد العائلة المالكة الهولندية، وعادة ما تستخدم مرة سنوياً لنقل العائلة المالكة من قصر نووردآيندي إلى الريدرزال (صالة الفرسان) كي تلقي الملكة خطاب العرش.
تصميم العربة مبني على طراز عصر النهضة الهولندي، ويتم جرها بواسطة ثمانية خيول وذلك عندما تكون الملكة بداخلها، وبستة خيول بالنسبة لأفراد العائلة المالكة الآخرين.
وقد قدمت مدينة أمستردام العربة كهدية للملكة ويلهيلمينا، أول امرأة تجلس على العرش الهولندي في عام 1898. وهي مغطاة بالذهب ومزينة بلوحات على جوانبها من صنع فنان الهولندي بارز في ذلك الوقت نيكولاس فان در فاي.
إحدى تلك اللوحات، “تحية من المستعمرات”، تصور امرأة شابة جالسة على العرش تجسيدًا للمملكة الهولندية في ذلك الوقت، مع رجل أفريقي يرتدي ثوبًا خاصًا ينحني أمامها والآسيويون يرتدون الباتيك ويقدمون لها الهدايا، وهو تمثيل لمستعمرة هولندا في ما يعرف الآن بإندونيسيا.
ولطالما جعلت موضوعات العبودية والاستعمار الهولندي من العربة هدفًا للنقاد، لا سيما لأحفاد الشعوب المستعمرة سابقًا في هولندا.
يُذكر أن الإمبراطورية الهولندية امتدت على مدى 250 عامًا من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر. وشملت المناطق الممتدة من البحر الكاريبي والبرازيل وسورينام حتى جنوب إفريقيا وآسيا، حيث تم استعباد الناس واستغلالهم من قبل الإمبرياليين.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تواجه فيها هولندا انتقادات على رموزها الإستعمارية، ففي عام 1990، تظاهر الفنان روبن لا كروز من كوراساو ضد الملصق الاستعماري في مهرجان بروتردام. ومنذ ذلك الحين، دعت العديد من الشخصيات العامة بما في ذلك ناشط وعضوان في البرلمان الهولندي إلى عدم استخدام العربة الذهبية بعد الآن.
وارتفعت هذه المطالب بعد الاحتجاجات العالمية لحياة السود مهمة في عام 2020، عندما واجهت العديد من البلدان تاريخها العرقي والاستعماري.
المصدر/ CNN
