أوروبا

اتهام فتاتان من تونس بالترويج لعبور المهاجرين إلى أوروبا عن طريق البحر

اتهمت فتاتان من المؤثرين على موقع تيك توك في تونس بالترويج لعبور المهاجرين إلى أوروبا عبر طريق البحر الأبيض المتوسط المحفوف بالمخاطر.

وثقت الاثنتان رحلتهن الخطرة عبر أحد أكثر طرق الهجرة القاتلة في العالم للوصول إلى إيطاليا. يظهر مقطع فيديو تمت مشاركته في ديسمبر/ كانون الأول شيماء بن محمود (21 عامًا) وخطيبها يسافران في قارب خشبي صغير ممتلئ بالناس وهم يغنون أثناء رحلتهم عبر البحر المتوسط.

وقبل ذلك بشهر، كانت سباء السعيدي البالغة من العمر 18 عامًا قد نشرت صورًا لها على قارب متهالك وهي تبتسم للكاميرا. وصلت نجمتا التواصل الاجتماعي إلى إيطاليا بأمان. لكن تم اتهامهن الآن بالترويج لعبور الطريق الخطير الذي يتسبب في مقتل الآلاف كل عام.

وفور وصولها، أمضت شيماء أسبوعين في مركز احتجاز للحجر الصحي لفيروس كورونا. وقالت لوسائل الإعلام: “لم أجد أي شيء لنفسي في تونس. لدي دبلوم في تصفيف الشعر ولم أتمكن من الحصول على أي عمل في هذا المجال. وعندما وجدت عملًا، كان الراتب الشهري 350 دينارًا (89 جنيهًا إسترلينيًا)”.

ووصفت شيماء الرحلة بأنها مرعبة، رغم أنها تبدو مبتسمة في الصور. وتابعت: “كان الخوف رهيبًا والبحر هائج حقًا وكان هناك الكثير من الأمواج العالية. صلينا وأعددنا أنفسنا للموت. وعندما أخبرونا أننا وصلنا المياه الإيطالية لم نصدق ذلك”.

وقالت إن كل ما احتاجته للحصول على مكان في القارب -إلى جانب 23 شخصًا آخر- كان مكالمة و4.500 دينار (1155 جنيهًا إسترلينيًا).

وخلال الأسابيع التي انقضت منذ وصول الفتاتين إلى أوروبا، تبادلتا صورًا لأماكن التسوق وسيارات BMW، حيث جمعت مقاطع الفيديو الخاصة بهن وهم يعبرون البحر عشرات الآلاف من الإعجابات.

حذر الخبراء من أن شيماء وسباء، ولديهن ما يقرب من مليوني متابع على تيك توك وإنستجرام، يمكن أن تلهما الآخرين للصعود على متن قوارب متهالكة ومحاولة القيام بالرحلة.

ولم تكن رحلة الفتاتين التونيسيتين الوحيدة من هذا النوع، ففي العام الماضي فقط، اعترضت السلطات أكثر من 23.000 شخص كانوا يحاولون مغادرة تونس، مقارنة بـ5.000 في عام 2019.

في تونس، تعرف رحلة العبور إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط باسم “الحرقة” في إشارة إلى “حرق” الأوراق والوثائق الشخصية.

يرى البعض أن الرحلة المحفوفة بالمخاطر هي السبيل الوحيد للهروب إلى أوروبا وسط الإحباط المتزايد بشأن قيود التأشيرات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي. ومؤخرًا، خفضت فرنسا التأشيرات الممنوحة للتونسيين بنسبة 30% والجزائريين والمغاربة بمقدار النصف.

أصبح البحر الأبيض المتوسط مقبرة لأعداد القتلى المتزايدة على مدى عقود بسبب عمليات التهريب متزايدة الخطورة والفجوات في قدرات البحث والإنقاذ والقيود المفروضة على عمل المنظمات غير الحكومية. ووفقًا لمشروع المهاجرين المفقودين، فقد 2.048 شخصًا في البحر في عام 2021. وهناك 23.000 شخص في عداد المفقودين منذ 2014.

فتاتان من تونس
تيك توك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى