منذ أن أبحر الرومان عبر نهر التايمز، أصبحت هذه المدينة ميناء رئيسيًا والقلب النابض للجزر البريطانية. وتمتعت بمزيد من الثروة والأهمية على مدى القرون التالية، لا سيما في أيام الإمبراطورية، حين اكتسبت لندن مكانة فريدة في العالم، وأصبحت الحياة في لندن لا تخلو من الإثارة.
وفي نفس الوقت تعد لندن مركز ثقافي تاريخي وقوة معاصرة. إنها العاصمة البريطانية وبوتقة تنصهر فيها الثقافات. ولكن ما هي سلبيات وإيجابيات الحياة في لندن وكيف يقيمها المغتربون الوافدون الذين يعيشون ويعملون فيها اليوم؟
محتوى المقال
الإيجابيات: مركز للمال
لفهم الثروة في لندن، عليك أن تفهم الانقسام بين الشمال والجنوب في إنجلترا. فتكلفة المعيشة أرخص في الشمال، وأسعار المنازل أقل، ولكن هناك فرص عمل أقل والأجور عادة منخفضة. في الجنوب، هناك فجوة أخرى بين لندن والمقاطعات المحيطة بها.
لماذا تعد لندن عاصمة غسيل الأموال في العالم؟
صنفت Expatistan لندن على أنها خامس أغلى مدينة في العالم، حيث جاءت في التصنيف 238 من حيث تكلفة المعيشة، متجاوزة مدنًا مثل: موسكو (85) وسيول (148) وحتى دبي (161).
حيث تكلف العديد من منازل الضواحي المتواضعة أكثر من مليون جنيه إسترليني. وستكلف شقة استوديو بمساحة 45 مترًا مربعًا في المنطقة المركزية إيجارًا يبلغ حوالي 1800 جنيه إسترليني شهريًا ويمكنك أن تتوقع دفع 6 جنيهات إسترلينية مقابل مشروب في إحدى حانات لندن.
أفضل مكان للسكن والإقامة في لندن للعائلات والشباب 2022
أحد الاستثناءات لتكلفة المعيشة المرتفعة هي الخدمة الصحية الوطنية – وهي مؤسسة محبوبة على المستوى الوطني وتقدم معظم خدمات الرعاية الصحية مجانًا للمقيمين (على الرغم من أنه منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قد يكون هناك رسوم إضافية صغيرة تدفع كجزء من طلب الهجرة الخاص بك).
السلبيات: نظام النقل العام غير مستقر
وهو أول نظام مترو أنفاق في العالم. ولا يزال جزء كبير من بنيته التحتية الفيكتورية قائمة. مثل بقية لندن، يخلق ذلك البهجة للزائر على المدى القصير، لكنه مزعج إلى ما لا نهاية للركاب.
الاضطراب من صفات هذا النظام وتوقع أن تدفع ما يصل إلى 150 جنيهًا إسترلينيًا شهريًا للحصول على امتياز استخدامه. لكن يتم تحديث البنية التحتية بسرعة وسيساعد مشروع Crossrail بشكل كبير اجاز التحديثات، مما يقلل أوقات التنقل بمقدار النصف. ومع ذلك، ومثل العديد من خدمات القطارات في لندن، فقد تأخرت أيضًا ومن المقرر أن تنتهي هذا العام، بعد ثلاث سنوات من الموعد المقرر في البداية.
ومع ذلك، فإن الشبكة واسعة النطاق. وهناك 11 خطًا تغطي 402 كيلومترًا وتخدم 270 محطة (لاحظ أن 29 منها فقط تقع جنوب النهر). ويخدم الـ “تيوب” ما يصل إلى خمسة ملايين رحلة ركاب في اليوم، وفي أوقات الذروة يمكن استخدام ما يصل إلى 543 قطارًا. (وإذا كنت لا تحب الذهاب عبر مترو الأنفاق، فلماذا لا تجرب الحافلة النهرية في نهر التايمز، فهي مغطاة بنفس التذكرة.)
الإيجابيات: هناك الكثير لتفعله في لندن
صموئيل جونسون، مؤلف المعاجم من القرن الثامن عشر ومؤلف أول قاموس إنجليزي معترف به قال ذات مرة “إذا سئمت من لندن، فقد سئمت الحياة”. وقد يقول معظم المغتربين أن هذا لا يزال معقولًا.
بادئ ذي بدء، هناك المعالم الشهيرة: من تاور بريدج إلى قصر باكنغهام، من عين لندن إلى مجلسي البرلمان وبيج بن (والذي هو في الواقع لقب الجرس، وليس الساعة)، فلدى لندن الكثير لتقدمه.
أفضل حدائق لندن.. 20 حديقة ومتنزه لزيارتها في لندن
ويوجد في لندن العديد من المحلات التجارية المشهورة عالميًا (أشهرها هارودز وسيلفريدجز وفورتنوم وماسونز) و 39 مسرحًا (في ويست إند وحدها). وتضم ستة فرق كرة قدم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومئات المتاحف والمعارض والأسواق (بما في ذلك بورتوبيلو، بورو وكامدن).
ولديها مشهد موسيقي مزدهر -لا توجد فرقة تجول في أوروبا دون المرور إلى O2 Arena أو Wembley Stadium- وبالطبع، لديها آلاف المطاعم.
لم يساهم البريطانيون كثيرًا في المطبخ العالمي كأمة، لكن أكبر مدنهم تحتوي على أمثلة ممتازة لكل نوع من أنواع الأطعمة التي يمكن أن تتخيلها. حتى أن إحدى الشركات السياحية في لندن تدعي أن لديها مطاعم هندية أكثر من مومباي .
سلبيات: الحجم وحركة المرور
تمتد لندن على مساحة كبيرة بشكل مدهش. تبلغ مساحتها 600 ميل مربع (مقارنة بمساحة 40 ميلاً مربعاً تحتلها باريس). وجزء كبير من هذه المساحة هي “الامتداد إلى الضواحي” -شارع بعد شارع من المساكن التقليدية المبنية من الطوب- وحيث يعيش العديد من المغتربين.
ويمكن أن تكون الضواحي أماكن ساحرة مثل إيلينغ وكلافام وريتشموند ودولويتش وهي أماكن هادئة وخضراء وغنية، مع منازل فيكتورية وإدواردية معتنى بها جيدًا (تم بناؤها تقريبًا بين 1830-1914) وأسيجة أنيقة تتخللها الحدائق المحلية والحانات والملاعب والمرافق الأخرى.
ولكن هذا من سلبيات الحياة في لندن، لأنه يعني أيضًا أن عبور لندن بالسيارة قد يستغرق ساعات. ويمكن أن تكون حركة المرور مروعة ليس فقط بسبب عدد السكان الكبير أيضًا لأن هذه المدينة التاريخية لم تكن مصممة للسيارات.
الإيجابيات: الكثير من المساحات الخضراء
إن تأثير النظام الملكي البريطاني طاغي على لندن، وعلينا أن نشكرهم على المساحات الكبيرة ذات المناظر الطبيعية الجميلة والمساحات الخضراء الهادئة في لندن.
حيث خصص هنري الثامن في الأصل أراضي صيد في أربعينيات القرن الخامس عشر (عندما انفصل عن كنيسة روما وحل الأديرة الإنجليزية وسرق أراضيها)، وأصبحت الحدائق الملكية الثمانية أماكن عامة في عام 1851 ومنحت سكان لندن والزوار راحة من المدينة الصاخبة ومكان للقاء والمشي واللعب منذ ذلك الحين.
وثمة خمس منتزهات ملكية في وسط لندن (ريجنت بارك، وسانت جيمس بارك، وغرين بارك، وحدائق كينسينغتون، وهايد بارك الضخمة) بينما تقع حديقة بوشي بارك، وريتشموند بارك، وجرينويتش بارك الجميلة أبعد قليلًا ولكنها تستحق الزيارة.
السلبيات: الازدحام
العديد من النقاط المذكورة أعلاه تجعل من لندن خيارًا شعبيًا للوافدين. ولكنها أيضًا تجعلها تحظى بشعبية كبيرة بين السياح. لذلك إذا كنت ترغب في الاستمتاع بالمناظر والأصوات ومناطق الجذب في العاصمة الإنجليزية، فسيتعين عليك الاستمتاع بها ليس فقط مع السكان المحليين ولكن مع ما يصل إلى 40 مليون زائر من الخارج (رقم ما قبل الجائحة من عام 2019).
أفضل نصيحة هي تجنب شارع أكسفورد وسيرك بيكاديللي وكوفنت جاردن في أغسطس؛ معظم سكان لندن سيفعلون ذلك!
المستقبل والماضي
مع استمرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في إثارة عدم التأكد بشأن مستقبل سفر الوافدين إلى المملكة المتحدة، قد تكون هناك عقبات تجارية أو سياسية أو قانونية تمنع الشركات من نشر العمالة الوافدة في لندن. لكن المدينة نفسها تظل نقطة جذب. فهي مكان لعب دورًا رئيسيًا في تاريخ العالم ولا يزال له تأثير هائل في الأعمال والسياسة الحديثة.
إيجابيات وسلبيات الحياة في بريطانيا
