ألمانيا : صحيفة تسلط الضوء على مهندس سوري لم يستطع العثور على عمل في مجاله رغم إتقانه اللغة
سلطت صحيفة “دير فيستن” الضوء على المهندس المدني محمد عبيد، الذي جاء من سوريا إلى ألمانيا كلاجئ منذ حوالي خمس سنوات، ولديه رغبة واحدة فقط، العمل مرة أخرى في أسرع وقت ممكن.
وقالت الصحيفة، بحسب ما ترجم عكس السير، إن عبيد، المنحدر من حلب، بعدما أكمل دورة اللغة الألمانية، ووصل إلى مستوى اللغة C1، بدأ بتقديم الطلبات للحصول على عمل.
ومرت أكثر من ثلاث سنوات منذ ذلك الحين، ولم يحصل عبيد، المقيم في مدينة إيسن، غربي ألمانيا، والبالغ من العمر 57 عامًا، على أي وظيفة، وقال: “أرسلت 100 طلب عمل على الأقل”.
وتقدم السوري للحصول على وظائف كمهندس مدني، وكمساعد مهندس مدني، وكان يفشل في اختبار الكفاءة، لأنه لا يعرف كل المصطلحات الفنية الألمانية.
وأوضح عبيد أنه يعلم هذه المصطلحات باللغتين العربية والإنجليزية، وقد عمل في سوريا كمهندس مدني لمدة 27 عامًا.
وعلى الرغم من خبراته، لم يحصل على فرصة عمل في ألمانيا، وذكرت الصحيفة أن عبيد كان مدير لشركة بناء في سوريا، لكن لم يحصل حتى على وظيفة كمتدرب في ألمانيا، وقد كان على استعداد للعمل لدى شركة ألمانية في مدينة أخرى وفي بلد آخر.
ولهذا السبب، ذهب عبيد إلى العديد من معارض الوظائف في مدن إيسن ودوسلدورف ودورتموند، لذلك حاول تكوين علاقات وأضاف أنه يؤمن بشيء واحد، واصفاً اياه: “هنا لا ينجح أي شيء بدون علاقات”.
وذكرت الصحيفة أن عبيد مقتنع بأن المتقدمين للعمل لن ينجحوا إلا من خلال العلاقات، ولقد أصيب المهندس المدني بخيبة أمل كبيرة، قائلاً: “اعتقدت دائمًا أنني يجب أن أكون نشطًا، لكنني الآن أفكر بتشاؤم”.
وبسبب خيبة أمله، يفكر أحيانًا في بدء أعماله التجارية الخاصة، ولكنها لن تنجح بدون دعم، على حد قوله.
وقال عبيد إنه لا يستطيع العيش من دون عمل، ولهذا السبب كان المهندس المدني أيضًا عضوًا في مجلس إدارة الجمعية الثقافية السورية، حتى الربيع الماضي، وهو الآن يدعم اللاجئين من سوريا، ويقوم بالترجمة الفورية تطوعاً في مركز للاجئين في مدينة إيسن.
ولا يريد الرجل البالغ من العمر 57 عامًا التخلي عن البحث عن وظيفة، وما يزال يأمل في الحصول على وظيفة قريباً.
وبالتوازي مع البحث عن وظيفة، يحاول إيجاد دورة لتعلم اللغة الهندسية الألمانية، وختم: “أريد أن أعمل بسرعة وقوة”.