بريطانيا بالعربي

أحد أغنياء أوروبا يبحث عن الحب ولا يجده، هجرته 3 فتيات ويعيش حياة تعيسة.. قصة عجيبة لبريطاني يملك 200 مليون دولار!

قد يعتبر الكثيرون أدريان بايفورد، بسبب الملايين التي يمتلكها في البنك، رجلاً محظوظاً للغاية.

لكن منذ فوزه بجائزة اليانصيب بقيمة 148 مليون جنيه إسترليني، (196 مليون دولار) عام 2012، عانى ساعي البريد السابق من مشكلات لا يستطيع المال حلها ببساطة.

إذ يزعم السكان المحليون أنَّ أدريان قد اعتاد على التهام ما يصل إلى 7 من فطائر اللحم يومياً، قيمة كل واحدة منها 1.50 جنيه إسترليني، (دولاران) بعد توصيلها إليه من شركة في كورنوال، لأنها تذكره بطفولته التي قضاها في بلدة سانت جست.

أدريان وبحسب صحيفة The Sun البريطانية غير سعيد، رغم المال الكثير الذي يمتلكه.

لم يحالفه الحظ في الحب، واختلف مع أصدقائه، وراكم المزيد من الوزن بينما يجلس وحيداً في قصره المترامي.

وعندما يغامر أدريان بالخروج من منزله الذي تبلغ قيمته 8.5 مليون جنيه إسترليني (11.2 مليون دولار) في هافر هيل، فإنَّ الغرباء يوبخونه أو يلمزونه بسبب لا مبالاته بالصالح العام المحلي. وقد أصبحت وحدته مزمنة للغاية، إلى درجة أنه لجأ إلى أن يدفع للناس لكي يكونوا رفاقه.

ومؤخراً، أصبح أحدهم، ويدعى بيلي «مدربه للملاكمة بدوام كامل»، بينما يشرع أدريان البالغ من العمر 48 عاماً في محاولة أخرى لفقدان الوزن. ويأخذ آخرون منه أموالاً لكي يعملوا بوصفهم سائقي سيارة أجرة له، لأنه لم يتجاوز اختبار القيادة قط.

ومنذ عامين، دفع أدريان 375 ألف يورو (495 ألف دولار) لشراء حانة The Rose and Crown، في قرية مجاورة، لكنه سرعان ما تشاجر مع عمال الحانة والسكان المحليين، والآن فإنه نادراً ما يزور هذه الحانة، على الرغم من أنه ما زال يملكها.

حياته الاجتماعية مُدمَّرة

لكنَّ أكثر ما يُشعر أدريان بالعزلة هي حياته العاطفية.

فبعد 15 شهراً فحسب من فوزه بالجائزة الكبرى، انفصل عن زوجته جيليان (46 عاماً). وقالت جيليان إنَّ زواجهما الذي استمر لثمانية أعوام قد انهار «بشكل يتعذر إصلاحه»، وانتقلت إلى اسكتلندا مع طفليهما.

ومنذ ذلك الحين، هُجر أدريان ثلاث مرات، ما أدى إلى جرح كبريائه وتقلص رصيده البنكي.

وقد رفضت إحدى حبيباته، فتاة تعمل في إسطبل تدعى سامنثا بوربيدج (31 عاماً) طلب أدريان للزواج، وعادت إلى صديقها المفلس، حاملة معها ما تقترب قيمته من 500 ألف جنيه إسترليني (660 ألف دولار) من الهدايا التي أغدقها عليها أدريان.

وهناك أيضاً مارتا جاروسز (35 عاماً)، وهي عاملة سابقة في مصنع نقانق، تلقت سيارة من طراز Volvo V40 بباب خلفي من أحدث طراز، تبلغ قيمتها 34 ألف جنيه إسترليني (45 ألف دولار) قبل أن تنفصل عنه.

ثم حطَّمت النادلة ليزا كيمب (40 عاماً) فؤاده، عندما هجرته بينما كانا في عطلة، الصيف الماضي.

والآن، يقال إنه يضع نصب عينيه فتاة محلية أخرى، يقول أصدقاؤه إنها تصدّ محاولاته بقوة.

لكنَّ من يعرفونه جيداً يزعمون أنَّ سبب وحدته وتعاسته الشديدة أنه كسب الكثير من الأموال.

فراغ في قلبه

وقال أقرب أصدقائه، ريتشارد هودسبيث، الذي كان يدير متجر أدريان للأسطوانات الموسيقية، the Suffolk Music Centre: «الأمر صعب عليه، هذا موقف غير اعتيادي للغاية، لقد كان محظوظاً، هذا كل ما جرى له. والآن، فإنه حصل على كل هذا الاهتمام غير المرغوب فيه».

وقد جعله الفوز بهذه الجائزة في المركز 516 في قائمة أغنى الأشخاص في بريطانيا، بثروة تنافس ثروة كل من إريك كلابتون، والسير توم جونز.

وقبل ذلك، كانت زوجته جيليان تعمل عاملة نظافة في مستشفى، وكانت تحصل على أموال إضافية من زيارة أسواق البضائع المستعملة ومحاولة بيع البضائع عبر موقع eBay.

غير محظوظ في الحب

كانت ديون الزوجين تتصاعد، ويعتقد أنَّ محضري المحكمة قد زاروهما مرة على الأقل في منزلهما، لكن بعد الفوز بالجائزة اختلف الأمر تماماً، فقد أصبح الطمّاعون هم الزائرين الدائمين لهما، حتى إن أدريان أُجبر على إغلاق متجره للأسطوانات الموسيقية بعد أن غمره الأشخاص الذين يطلبون منه الحصول على إعانات. وحتى الآن، بعد قرابة 7 سنوات، فإنَّ جيرانه يعتبرونه شخصية مشهورة في وسطهم.

وقال نادل في إحدى الحانات للصحيفة البريطانية: «يعتقد الناس أنَّ من الظريف أن يقتربوا منه بينما يشرب كأساً ويسألونه لماذا لا يشتري الشمبانيا. يحاولون استفزازه للشجار، وينجح الأمر».

وأضاف أقرب أصدقائه، ريتشارد، الذي لازمه دوماً: «إنه ليس صريحاً للغاية، وغالباً ما يكون وقحاً، لكنني لا ألومه. فهو يعتقد ألا شيء مما يفعله ذا قيمة إخبارية أو يحمل أي أهمية. ورأيي مثل رأيه في ذلك الأمر: أنَّ حياته ليست من شأن أي شخص وأنَّ هناك أشياء أكثر أهمية».

وتابع ريتشارد: «إنه يريد الآن أن يحيا حياة هادئة فحسب، والشيء الوحيد الذي يستطيع فعله أن ينسحب ويعزل نفسه، ليس بالضرورة من العالم الخارجي، ولكن أن يحاول عدم تشجيع أي اهتمام به».

 المشكلة الأساسية لديه هي السمنة

ويجد أدريان، البالغ طوله 6 أقدام، والأصلع، والذي يعاني من سمنة مفرطة، صعوبةً في الاختفاء عن الأنظار عندما يكون في الخارج. ويعد وزنه موضوعاً حساساً على وجه الخصوص.

وقال ريتشارد: «إنَّ كل قصة تسمعها عنه تبدأ بـ: «أدريان السمين» أو «أدريان المكرش». هذا من شأنه أن يغضب أي شخص».

صُوّر أدريان عام 2017 في مهرجان كامبردج لموسيقى الروك، الذي استضافته حديقة منزله الخلفية لإنقاذه من الإلغاء. ورُصد العام الماضي وهو يستمتع بوقته في فعالية Octoberfest في كامبردج. وهناك، في تحسن لحالته بعد آخر انفصال له عن ليزا، احتسى الكثير من الجعة ورقص مع النادلات البافاريات.

إحدى صديقات أدريان بايفورد التي تخلت عنه بعد أن حصلت على سيارة فارهة/ the sun

وعلى الرغم من استمتاعه بالزخارف المصاحبة لثروته الهائلة على مرّ السنين، فإنه الآن أكثر حرصاً من أي وقت مضى على العودة إلى حياته قبل هذا الفوز.

وإلى جانب التهامه لفطائر اللحم من كورنوال التي كان يأكلها في طفولته، فقد استبدل العطلات الغالية في الخارج بقضاء ليال للرجال مع أصدقائه، في منتجع زهيد التكلفة، ساحلي، في بلدة جريت يارموث بإنجلترا. وقد شوهد هناك الصيف الماضي وهو يشتري عدداً من الكؤوس، قيمة كل منها جنيه إسترليني، (1.3 دولار)، وكؤوساً أخرى قيمة كل منها 2.50 إسترليني، (2.3 دولار) لأصحابه.

وفي واحدة من ليالي الكريسماس (عيد الميلاد)، اشترى حمولة من أشجار الصنوبر، وباع الواحدة منها مقابل عشرة جنيهات إسترلينية (13 دولاراً) فحسب، في ملكيته العقارية، وحملها بنفسه إلى صناديق سيارات الزبائن. ومع ذلك فمهما حاول جاهداً الهروب من وصمة أمواله، فإنها تلاحقه في كل مكان.

لا يحظى بالشعبية لدى السكان المحليين

تشاجر أدريان مع أصدقائه، وقيل إنَّ مدير المهرجان الذي استضافه عام 2017 والعام الماضي كان من بين مَن تشاجر معهم، ويشعر دائماً بانتقاد سكان البيوت الـ38 التي يؤجرها. إذ يرى المستأجرون، على ما يبدو، أنه مالك أراض ثري، ينبغي له أن يدفع مقابل كل شيء لمجرد أنه يستطيع ذلك.

وقد أدى هذا الوضع الصعب إلى بعض من الشجارات العامة المحرجة. ففي عام 2016، قالت كيم ميلس، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة، إنه طردها لأنها كانت تجد صعوبة في دفع الزيادة في الإيجار البالغة 250 إسترلينياً (330 دولاراً)، وإنَّ ملايينه قد خربت صداقتهما.

وأجاب أدريان بانهيار على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كتب: «الأشخاص الذين ينتقدونني، والذين لا يعرفونني حتى، ليست لديهم أي فكرة عني أو عما أفعله من أجل الناس». وقال أدريان ثائراً، بعد أن جُرحت مشاعره إنَّ 45 عائلة تعمل في وظائف «مدى الحياة» بفضله.

وتابع أدريان: «من الأفضل للأشخاص الذين يذهبون إلى الصحف للحديث عني أن يكونوا مستعدين لما سوف تكتشفه الصحف عنهم، فلتبدأ الحرب. نعم، لقد كنت محظوظاً، أحاول وأساعد أكبر عدد ممكن، لكنني لا أريد الأشخاص غير المرغوب فيهم أن يدمروا حياتي. والمؤسف أنهم يحاولون، والمؤسف بالنسبة لهم أنني لا أبالي البتة، كل شيء عادل في الحب والحرب».

لكن الحقيقة أنَّ أشياءً قليلة للغاية في حياة أدريان تبدو عادلة بالنسبة إليه، فزوجته السابقة جيليان تزوجت مرة أخرى وغيَّرت نفسها. وهي الآن أقل وزناً، وأصبح شعرها أشقر وطويلاً ومكياجها ممتازاً، وبَنت إمبراطورية عقارية في مسقط رأسها دندي.

وقال أدريان، بعد انفصالهما: «عندما تفوز باليانصيب فإنَّ الأمر يكون مرهقاً للغاية»، ولكنه لم يكن على علم بمدى هذا الإرهاق.

المصدر: عربي بوست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى