مقالاتهولندا

أب هولندي ينقذ طفلته من داعش ويعود بها إلى هولندا

هولندا بالعربي: قررت المحكمة اليوم السماح للشابة الهولندية Melis A ذات ال22 عاما أن تنتظر محاكمتها في منزلها مرتدية سوار المراقبة في كاحلها بعد أن قضت أكثر من ستة أشهر في سجن Vught ذو الحراسة المشددة بتهمة الإنضمام لتنظيم داعش الإرهابي.

وقد أجرت هيئة الإذاعة الهولندية NOS مقابلة مع فاروق والد الشابة والذي شرح للصحيفة كيف سافر عن طريق التهريب إلى سوريا لإستعادة إبنته وجلبها إلى هولندا.

يقول فاروق أن القصة بدأت قبل سنتين عندما سافرت إبنته Melis A مع صديقها يوسف إلى منطقة سيطرة داعش في سوريا، ( لقد شعرنا بالحزن الشديد لدى معرفتنا بالخبر ) وأضاف أنه قام بإخبار الشرطة بأن إبنته مفقودة ورحلت مع صديقها يوسف الذي تحبه وهو شخص متطرف للغاية وقد يكون مقاتل في صفوف تنظيم داعش الإرهابي.

ويقول فاروق ( لقد ذهبت إلى المجهول، ولم يمكننا التكهن بمصيرها إلا أننا لم نيأس )

فاروق والد Melis A

لم يكن الأب يسمع أخبار إبنته إلا نادرا عندما تتصل به، ولكن بعد عشرة شهور من سفرها بدأ تنظيم داعش بالإنهيار وإتصلت Melis بأهلها تطلب منهم مساعدتها في العودة إلى هولندا وقالت لهم أن أصبح لديها طفل أيضا.

حاول فاروق أن يقوم بنقل إبنته وحفيده وزوجها يوسف إلى تركيا مستعينا بمهرب تركي إلا أن يوسف كان قد قتل خلال هذه الفترة، مما دفع Melis للهرب بإتجاه تركيا برفقة إبنها إلا أنها دخلت في منطقة اشتباك وتاهت لفترة لينتهي بها المطاف في معتقل للمقاتلين الأكراد شمال سوريا.

ويقول فاروق لهيئة الإذاعة الهولندية NOS أن هنالك العديد من النساء الهولنديات المعتقلات هناك، وهم يطالبون الحكومة الهولندية بمساعدتهم للعودة إلى هولندا، إلا أن الحكومة الهولندية لديها إجراءات واضحة بحق هؤلاء حيث يتوجب عليهم التواصل مع السلطات الهولندية في العراق أو تركيا، فإذا يتوجب عليهم مغادرة سوريا بأنفسهم، ولهذا قرر فاروق أن يخرج ابنته من سوريا بنفسه.

رحلة محفوفة بالمخاطر

قام فاروق بكل ما في وسعه لإنقاذ ابنته، فسافر إلى تركيا عدة مرات وتواصل مع المهربين كما قام ببيع منزله ليدفع تكاليف كل ذلك وفشل في العديد من المرات لينجح أخيرا بالسفر عن طريق التهريب من تركيا إلى العراق ثم سوريا ليصل إلى مخيم الإعتقال التابع للمقاتلين الأكراد حيث ابنته محتجزة، وتضمنت الرحلة السفر بسيارة والمشي وركوب الخيل، وقد وافق المقاتلون الأكراد على إطلاق سراح ابنته وتسليمه إياها لأسباب إنسانية بحسب ما صرح فاروق للهيئة.

بعد أن حصل فاروق على ابنته وحفيده لم تكن المخاطرة قد انتهب بعد فمازال يتوجب عليهم أن يغادروا المنطقة، وتوجهة المجموعة إلى مدينة أربيل العراقية على ظهور الخيول ( فاروق على حصان وابنته وحفيده ذو الخمسة أشهر على حصان آخر ) وساروا خلال الليل عبر الحدود حتى وصلوا أربيل حيث سلموا أنفسهم للقنصلية الهولندية هناك.

بعد الوصول للقنصلية الهولندية في أربيل توجب عليهم الإنتظار حتى يخضع الطفل لتحليل الحمض النووي لإثبات أن Melis هي والدته ويحصل الطفل على الأوراق اللازمة للسفر والتحليل يجب أن يذهب إلى هولندا، وفي هذه الأثناء تم إعتقال فاروق وابنته وحفيده ذو الخمسة أشهر من قبل السلطات العراقية لأنهم دخلوا البلاد دون أية أوراق ثبوتية.

السجن في العراق

يقول فاروق ( سجنا لمدة شهرين شمال العراق ) وكان هو في جناح خاص بالرجال وابنته وحفيده في جناح خاص بالنساء ويضيف فاروق ( لقد كانت أوضاع السجن سيئة للغاية فبالكاد هنالك مراحيض أو حمامات كافية، كما كان هنالك نقص كبير بالأسرة والأوسدة والملاءات، كما تعرض المساجين للضرب وتعرض بعد المعتقلين صغار السن للإغتصاب، لقد كنت شاهدا على كل هذا ولكنه لم يحصل معي برغم وجودي في هذا المكان )

أغلب المساجين المتواجدين معهم كانوا موقوفين بتهم تتعلق بالإرهاب ( لم يكن هؤلاء يعرفون أي شيء عن الإسلام، كما أن أغلبهم لا يدركون إتجاه القبلة، وذلك لأن أغلب مقاتلي داعش لا يعرفون العقيدة الإسلامية )

العودة إلى هولندا

بعد مرور شهرين وصلت أوراق السفر ونتائج التحليل للقنصلية الهولندية في العراق، وتم إخراج فاروق وابنته وحفيده من السجن وإرسالهم إلى هولندا.

Melis A ووالدها فاروق في مطار سخيبول

وتم إعتقال Melis فور وصولهم إلى مطار سخيبول ونقلها إلى جناح قضايا الإرهاب في سجن Vught المشدد الحراسة ( ومع ذلك فهذا أفضل من أن تكون معتقلة في سوريا )

بالنظر إلى رحلته يستغرب فاروق من الشجاعة التي تحلى بها للقيام بالرحلة ( أفكر كثيرا بالموضوع وأجد أن ما قمت به كان جنونيا، كان من الممكن أن أقتل، ومهربي البشر الذين تعاملت معهم وكنت برفقتهم في البحر لا يمكن الوثوق بهم، كما أنه لم تكن لدي خطة واضحة )

يشعر فاروق بالرضا لقيامه بهذه الرحلة واستعادة ابنته، لكنه دائما ما يفكر بالنساء الأخريات العالقات هناك ( على هولندا أن تتحرك لتستعيد النساء العالقات هناك، فقد قتلت العديد من النساء وأطفالهم في المنطقة، وهن مواطنات هولنديات وعلى الحكومة الهولندية واجب إعادتهن إلى هنا، حيث أن أغلب تلك النساء تم خداعهن من قبل رجالهن و هن يعتقدن أنهن موعودات بالجنة، لكنهن الآن عالقات في خيم باردة )

NOS

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى