جرائم قتل عشوائية.. تهريب المخدرات وغسيل الأموال: الحقيقة المرة التي تعيشها هولندا اليوم
صحفيون ومحامون تحت الحماية أو يُقتلون في الشوارع، وجلسات استماع يحرسها الجيش، وإفادات شهود مجهولة المصدر، والمليارات من غسيل أموال المخدرات، هذه هي الحقيقة المرة التي تعيشها هولندا اليوم.
The two stupidest policies of the Netherlands producing an even uglier synthesis. https://t.co/H7n5Isos0B
— Robert Duigan (@uMarhobane) July 3, 2022
وتبقى بلديات أمستردام وروتردام الأكثر تضررًا من الظاهرة، حيث يحذر الخبراء من أن ثقافة الجريمة والعنف في المدينة تكتسب تدريجيًا سمات المافيا إيطالية، مع كميات قياسية من المخدرات التي يتم اعتراضها بشكل دوري في ميناء روتردام، وجرائم العنف والقتل التي تطال العاصمة أمستردام.
وقد أعلنت الحكومة الهولندية عن تعاون دولي جديد يوم الاثنين الماضي، ضد المجرمين الذين يشحنون الكوكايين من أمريكا الجنوبية عبر موانئ روتردام وأنتويرب القريبة في بلجيكا.
كما يريد السياسيون التدقيق في الأعمال التجارية “الميسرة”، وتوسيع مخططات الشرطة المالية، والتعمق في الهياكل المالية الغامضة، وتقديم خيارات أفضل للشباب دون سن 16 سنة للحد من ظاهرة انظمام القصر إلى الجريمة.
من جهة أخرى، قامت الحكومة أيضًا بإجراء إصلاح شامل في وحدة الجرائم الخطيرة وفريق التدخل متعدد التخصصات، وأثمرت التحقيقات الجديدة في الكشف عن مواقع جديدة لغسل الأموال في حدائق للعطلات، وتضييق النطاق على المجرمين الذين يستغلون المعارض الفنية الخاصة، وشركات النقل والفساد في مطار شيفول.
كما ساهم اختراق خدمات الهاتف المشفرة في الكشف عدد كبير من المجرمين المحتملين، وإجراء العديد من الاعتقالات، كان آخرها مجرم المخدرات اللبناني “مينك ك”. حيث طالب المدعون العامون بسجنه مدى الحياة الأسبوع الماضي في محاكمة مارينغو الجماعية.
في روتردام، يضغط العمدة من أجل فرض فحص إجباري لجميع حاويات الفاكهة في الميناء، وللحصول على أكثر من 10 ملايين يورو التي وعدت بها الشركات للمساعدة في التعامل مع الفساد.
وفي غضون ذلك، تقوم الشركات بتدريب 2,800 موظف لمكافحة الفساد والتهريب، خاصة أن الجمارك والشرطة والأمن متورطة أحيانًا في عملية إدخال الكوكايين عبر الحاويات.
وفي حين أن جميع الخبراء متفقون على أن هذه الإجراءات ستحد الجريمة بشكل كبير، يعتقد البعض الآخر أنه من أجل معالجة التجنيد الإجرامي، يحتاج الهولنديون إلى معالجة التمييز العنصري في نظام المزايا وسوق الوظائف، بالإضافة إلى إصلاح نظام المدرسة الذي يشهد تمثيل غير متكافئ للأطفال من الفئات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا، وأولئك الذين لديهم خلفية غير غربية.
كما طالب الخبراء بسياسة أكثر صرامة تجاه تعاطي المخدرات، والذي وصل إلى مستويات مرتفعة تجاوزت تلك المسجلة ما قبل الجائحة في هولندا، لاسيما تعاطي الكوكايين.
وعلى العكس من ذلك، يدعو مركز الفكر السياسي “DenkWerk” إلى إضفاء الشرعية الكاملة على الحشيش والمخدرات الخفيفة، مع اتخاذ إجراءات صارمة ضد تعاطي الكوكايين والهيروين.
المصدر/ غارديان
