مارك روته يعلق على تخريب التماثيل في هولندا: “لا يمكنك التخلص من التاريخ”
لاهاي – هولندا بالعربي: اعترض رئيس الوزراء مارك روته يوم أمس الجمعة على تخريب التماثيل والآثار التي بُنيت تكريماً للشخصيات التاريخية الهولندية وقال أن التخريب ليس حلاً في النقاش حول المساواة العرقية. وقال أن القوانين توفر فرصة للتفكير ومناقشة الجوانب الإيجابية والسلبية للتاريخ.
LIVE: de persconferentie van premier Rutte over de #ministerraad ⬇ https://t.co/HCgrBZdb3v
— Mark Rutte (@MinPres) June 12, 2020
وأكد روته في حديثه: “لا يمكنك القول سوف أزيل تمثالًا. وسأرميه في البحيرة، وبعد ذلك لن يعد التاريخ موجودًا .. يجب أن تدرك أن هذا التاريخ موجود، ويجب النظر في الإيجابيات والسلبيات، والتحدث عنها”.
وتحدث روته عن الثروة الهولندية من القرن السابع عشر حتى القرن التاسع عشر والتي جُمع جزء كبير منها من قبل شركة الهند الشرقية الهولندية والتاريخ الاستعماري للبلاد. “يمكنك التكلم عن ذلك، ثم سنقوم بتدمير كل تلك المباني التي دفعنا ثمنها سابقا، كقاعة المدينة في أمستردام، و القصر الملكي، لأننا نشعر بالخجل الآن. أو يمنك أن تقول: “من الجيد أن نعرف أن هذه المباني لها تاريخ فيما يتعلق بتمويلها”. واقترح روته استخدام مواقع الويب ووسائل أخرى لتعليم الناس حول تاريخ بعض المباني الشهيرة في البلاد.
وتأتي تصريحات رئيس الوزراء بعد أن شوهت مجموعة من النشطاء تماثيل “بيت هين” و “بيم فورتوين” يوم الجمعة. وقال النشطاء إن الإجراء كان يهدف إلى انتقاد “تمجيد الاستعمار الهولندي”.
“لا يمكنك التخلص من التاريخ”
تم الإبلاغ عن حالات تشويه وإزالة تماثيل مماثلة في جميع أنحاء العالم في الأيام الأخيرة، حيث طالب النشطاء بوضع حد للرمزية التي يعتقدون أنها تمثل إرثًا من الكراهية والقمع.
ومع ذلك ، قال روته، الذي يحمل شهادة في التاريخ الهولندي من جامعة لايدن، في المؤتمر الصحفي أنه بينما يتعاطف مع وجهة نظر الناشطين، يجب على الجميع فهم السياق التاريخي. وقال: “تثير بعض التماثيل ذكريات عن أوقات من تاريخنا والتي قد لا نفخر بها كثيرا الآن. نحتاج إلى مناقشة هذا وتفسير ذلك معًا. لا يمكنك التخلص من التاريخ”.
شركة الهند الشرقية الهولندية:
شركة الهند الشرقية الهولندية (بالهولندية:Vereenigde Oost-Indische Compagnie أو VOC اختصاراً) هي شركة هولندية تأسست على غرار شركة الهند الشرقية البريطانية في عام 1602.
عند عودته إلى هولندا، نشر لينشوتين هذه الوثائق مع الخرائط المصاحبة وأوصافه الخاصة للمنطقة في كتابه (Itinerario) – "مسار الرحلة" الضخم وكان لهذا الكتاب تأثير كبير على الأحداث التاريخية.
مكّن نشر الطرق الملاحية من فتح ممرات جزر الهند الشرقية أمام الهولنديين والفرنسيين والإنجليز. pic.twitter.com/yxBh6dFdF0
— غادة المهنا اباالخيل Ghada AlMuhanna (@GAbalkhail) January 5, 2020
بدء التواجد والتفكير الهولندي في آسيا خصوصاً والشرق عموماً في أواخر القرن السادس عشر، فقبل أن تحصل هولندا على اعتراف إسبانيا باستقلالها، أخذت تساهم في العمليات الكشفية حول العالم الجديد، في نفس الوقت الذي أخذت تتمرد فيه على الأسعار الاحتكارية التي كان البرتغاليون يفرضونها على المستهلك الأوربي، خاصة بعد أن اتضح للهولنديين أن تحدى قوة البرتغال في البحار الشرقية أصبح من السهولة بمكان، ولذلك عقد كبار التجار الهولنديين بأمستردام في سنة 1592 اجتماعاً قرروا فيه إنشاء شركة للتجارة مع الهند. ومنذ ذلك الحين أخذت هولندا تتطلع للوصول إلى الشرق. وفى سنة 1595 خرج أول أسطول هولندي إلى آسيا، والذي بلغ جزر الهند الشرقية، ثم عاد بعد غيبة دامت سنتان ونصف. وأن كان قد فقد عدداً من طاقمه، إلا أن الفوائد المادية من وراء البضائع التي جلبت كانت خير تعويض لذلك. ولم تكن هذه الرحلة بداية لرحلات عديدة، فحسب، بل أنها كانت محركاً لإنشاء شركة الهند الشرقية المتحدة، والتي أسست بمرسوم صدر في 20 مارس، 1602 من الحكومة الهولندية. والذي خولت بمقتضاه حق احتكار التجارة، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بردع أي معاملة سيئة يتعرض لها الهولنديون وكذلك حق عقد معاهدات مع حكام الشرق باسم الحكومة الهولندية، وبناء القلاع وتعيين الحكام والقضاة في المواقع التابعة وتطبيق القانون وتوفير النظام في مثل تلك المناطق.