لغة جديدة وأشياء أخرى يمكن تعلمها أثناء النوم
نسيان المعلومات شعور ينتاب الكثير من الناس قبيل الذهاب للامتحانات الأمر الذي ربما يدفع البعض للسهر لمراجعة المعلومات بدلا من النوم، لكن ذلك ليس صحيحا دوما، فالنوم قد يساعد على تعلم الكثير من الأشياء بسهولة، فكيف يتم ذلك؟
التعلم أثناء النوم من الحقائق المتعلقة بأسرار النوم والتي تشغل الباحثين منذ عدة سنوات، فالدماغ ينشط بشكل كبير أثناء النوم، ما يعني أن الوقت الذي ينام فيه المرء ليس ضائعا، بل يمكن الاستفادة منه في تعلم أشياء جديدة. فوفقا لموقع “كومباكت فيلت” الألماني، فإن المعلومات التي يتلقاها الدماغ تخزن بداية في منطقة عميقة فيه، وتبقى هذه المعلومات لفترة قصيرة في هذه المنطقة، لتنتقل بعد ذلك إلى قشرة الدماغ أثناء النوم العميق، وتصبح في مجال الذاكرة طويلة الأمد. وهو ما يؤكد على أهمية النوم في عملية التعلم والتذكر.
أما أهم الأشياء التي يمكن تعلمها بسهولة أثناء النوم، فهي:
حفظ المفردات:
حفظ المفردات أثناء النوم” هو تماما ما حاول باحثون من جامعتي فرايبورغ وزيوريخ الإجابة عليه، وذلك عبر أبحاث تجريبية، حاولوا من خلالها معرفة ما إذا كان من الممكن تعزيز قدرات التعلم أثناء النوم. وشارك في الاختبار 27 شخصا يتكلمون اللغة الألمانية وتم تلقينهم بعض المفردات الهولندية من أجل المشاركة في الاختبار. وفي مختبر النوم قام الباحثون بعرض الكلمات الهولندية التي حفظها المشاركون وهم في مرحلة النوم العميق.
وأظهرت نتائج التجربة التي نشرت في دورية “ناتور كومنيكيشن”، أن سماع المفردات أثناء النوم ، ساعد فيما بعد على تذكر الكلمات بشكل أفضل، وبالمقابل فإن المشاركين الذين لم يسمعوا المفردات الجديدة أثناء النوم، لم يتمكنوا من تذكر المفردات الجديدة. وارجع الباحثون ذلك إلى أن النوم يعزز الذاكرة ما يساعد بدوره على تعزيز إمكانية حفظ المفردات الجديدة.
حفظ الذكريات من النسيان:
هل يمكن نسيان الذكريات؟ دراسة أمريكية تجيب على هذا السؤال. فوفقا لموقع “بريغيته” الألماني توصل الباحثون إلى أن ربط الأشياء بالأصوات يساعد على تذكرها لفترة أطول. ففي الاختبار الذي أجراه باحثون أمريكيون، كان ينبغي على المشاركين حفظ المواقع المختلفة لـ 50 صورة، علما أن الصور كانت مرفقة بصوت ملائم للصورة، أي صورة الجرس كانت مرفقة بصوت قرعه مثلا.
وأثناء فترة النوم العميق تم إسماع المشاركين 25 صوتا، لتظهر النتائج أن المشاركين في التجربة تمكنوا من وضع الرموز التي سمعوا صوتها أثناء النوم العميق بشكل أفضل في أماكنها. وأرجع الباحثون ذلك إلى دور النوم وتأثيره ايجابيا على تشكل خلايا الذاكرة، تماما كحال تعلم المفردات الجديدة. ما يعني أن النوم يساعد على التذكر، علما أنه من غير الممكن تعلم أشياء جديدة أثناء النوم.
العزف على الغيتار:
وفقا لموقع “بريغيته” الألماني، فإن دراسة أمريكية أثبتت أن إتقان العزف على الغيتار يمكن أن يتم أثناء النوم. وتوصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج عبر اختبار أجري على مجموعة من المشاركين، خضعوا لدروس تعلم العزف على الغيتار. وبعد أن تم الانتهاء من التدريب، قام المشاركون في التجربة بقيلولة قصيرة. وأثناء النوم سمع نصف المشاركين في التجربة الألحان التي تعلموها، بينما لم يتم إزعاج النصف الأخر من المشاركين بالألحان أثناء نومهم. وبعد الاستيقاظ تبين أن عزف الأشخاص الذين ناموا بهدوء كان أسوأ بكثير من أولئك الذين سمعوا الألحان أثناء النوم.