مقالاتهولندا

كيف يمكن لقلة التعرض لأشعة الشمس أن تؤثر على صحتك

مع بدء فصل الشتاء وكما جرت العادة، يصبح النهار قصيرًا مقارنة بالليل الذي سوف يصبح أطول، ولكن رغم برودة الأجواء يجب علينا جميعًا أن نحاول الحصول على القليل من أشعة الشمس كلما استطعنا، وذلك لأن قلة التعرض لأشعة الشمس قد تضر بصحة أي شخص وذلك وفق تحذيرات الخبراء.

كثير من الأشخاص في هولندا لا يحصلون على قدر جيد من أشعة الشمس خلال فصل الشتاء وذلك لأنهم يقضون غالبية الوقت داخل المنزل نظرًا للبرودة الشديدة، ولكن في الأساس لا يحصل غالبية الأشخاص على قدر كافي لمواكبة الحياة اليومية حتى في الأيام العادية.

أجواء باردة

كيف يؤثر قلة التعرض لأشعة الشمس على الصحة؟

قلة التعرض لأشعة الشمس يُفسد جودة النوم ويجعلنا نشعر بالكسل، وفي بعض الحالات قد يتطور الأمر ويصل لحد الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي أو الإكتئاب الموسمي، فنحن لدينا عضو يسمى “الغدة تحت المهاد” وهي أحد الغدد التي تلعب دورًا رئيسيًا بجهاز الغدد الصماء، ودور هذه الغدة يُكمن في حفظ التوازن الخاص بالجسم وكذلك التوازن الهرموني في الدماغ، وعندما لا نحصل على قدر كافي من الضوء تصاب بالاختلال الوظيفي وهو ما يؤدي إلى حدوث خلل هرموني يتسبب في ظهور أعراض الإكتئاب وذلك نتيجة انخفاض مستوى السيروتونين وهي المادة الكيميائية التي تؤثر على حالتك المزاجية، وكذلك تتأثر مستويات هرمون الميلاتونين وهو الهرمون المسئول عن مراقبة دورة النوم بالتغيرات الموسمية حيث يساهم الظلام في زيادة معدلات إفراز الهرمون وهو الأمر الذي يؤدي إلى الكسل.

قلة التعرض لأشعة الشمس

إن هذه الاختلالات بجسمك لن تسمح لك بأن تكون في أفضل حالاتك، وذلك حسب ما أكدت عالمة الكرونولوجيا وعضوة هيئة تدريس بجامعة خرونينجن مارييكي يوردين خلال مقابلة مع قناة rtl nieuws، حيث تحدثت قائلة : ” إن الأمر لا يتعلق بالنوم لفترة أطول ولكنه يتعلق بجودة النوم، مدى سرعة نومك وكم مرة تستيقظ أثناء الليل ومدى عمق نومك، وذلك لأن مدى جودة نومك لها تأثير كبير على جسمك ” .

كيف تؤثر جودة النوم السيئة على صحتك؟

وقد أجابت يوردين عن هذا السؤال قائلة : ” بداية هذه الاختلالات الهرمونية تزيد من خطر الإصابة بالسمنة، بجانب أن هناك روابط مباشرة بين عينيك والدماغ تتحكم في مزاجك، وحصولك على ضوء غير كافي قد يؤثر بشكل سلبي على مزاجك ويمكن لذلك أن يؤدي إلى الاكتئاب ” .

ما مقدار الضوء الذي نحتاجه؟

قامت يوردين وزملائها بإعداد ثلاث دراسات في هذا الصدد لمعرفة كم نحتاج من الضوء خلال اليوم لنمارس حياتنا بشكل أفضل، وقد جاءت النتيجة أنه وفقًا لظروف العمل يحتاج سطح مكتب العمل لديك إلى إصدار ضوء 500 لوكس، لكنها لا توافقهم الرأي في ذلك وتقول إنه يجب أن يكون 1000 لوكس على الأقل، وهو ما يعادل الضوء الذي نحصل عليه في يوم غائم.

وقد أكدت أن محاكاة ضوء النهار في بعض أماكن العمل كان تأثيره إيجابيًا حيث قالت : ” نحن نعلم أيضًا أن موظفي المكاتب التي يتم فيها محاكاة الضوء الاصطناعي لضوء النهار ينامون بشكل أفضل، كما أنهم يؤدون أعمالهم بشكل أفضل وكذلك هم في حالة معنوية أفضل ” .

كيف يمكننا تجنب الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي؟

أجابت يوردين على هذا السؤال قائلة : ” أنصح الجميع بالخروج في نزهة على الأقدام أو الركض لمدة نصف ساعة على الأقل كل صباح ما بين الساعة 8 و9 صباحًا، ويمكن أيضا تجربة الجلوس بالقرب من النافذة للاستمتاع بأي ضوء طبيعي، وفي حال إذا لم يكن ذلك ممكنًا يمكنك الحصول على مصابيح أقوى تحاكي ضوء الشمس، أو يمكنك حتى الذهاب إلى مكان ما لقضاء عطلة حيث يوجد وفرة من الضوء الطبيعي” .

نزهة
ANP

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى