توصل باحثون في أمراض الدم إلى السبب وراء إصابة نسبة من الأشخاص الذين حقنوا بلقاح أسترازينيكا بجلطات دموية، وقالوا إنها قد تكون ناتجة عن رد فعل قوي للجهاز المناعي مما يؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة تهاجم الصفائح الدموية.
أوقفت أكثر من 20 دولة أوروبية التطعيم بلقاح أسترازينيكا في الأسابيع الأخيرة من بينها هولندا بعد الإبلاغ عن أعراض غامضة هي مزيج من الجلطة وانخفاض عدد الصفائح الدموية. وأحصت لجنة السلامة التابعة لوكالة الأدوية الأوروبية EMA إصابة 25 حالة بجلطات في الدماغ أو في الجسم كله بعد التطعيم ومات تسعة منهم.
وقال مدير وكالة الأدوية الأوروبية يوم الخميس إنه لا يوجد دليل قاطع على وجود صلة بين اللقاح والإصابات النادرة، في حين اكتشف الأطباء في ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا نفس الأجسام المضادة في دم مرضاهم، وقال البروفيسور هوغو تين كيت، خبير الجلطات في جامعة ماستريخت “يبدو واضحًا الآن أن هناك علاقة بين هذه الحالات واللقاح” مؤكدًا أن خطر الآثار الجانبية ضئيل للغاية ولا يؤثر سوى على واحد بين مليون شخص.
وفسَّر العلماء ما حدث بأن اللقاح أدى إلى تنشيط الجهاز المناعي بقوة بحيث أنتج أجسامًا مضادة ضد الصفائح الدموية، هذه الصفائح الدموية تعمل كنوع من اللاصق الداخلي الذي يساعد في منع النزيف.
وشرح العلماء أن الأجسام المضادة مرتبطة بالصفائح الدموية وهي تساهم لاحقًا في تكوين جلطات الدم بعد ملامستها للخلايا في جدار الوعاء الدموي. وينتج عن هذا مزيج استثنائي من عدد قليل جدًا من الصفائح الدموية (التي تسبب النزيف) والجلطات (التي يمكن أن تسد الأوعية الدموية).
جدير بالذكر أن هولندا لم تبلغ عن تشخيص هذه الحالات النادرة على أرضها رغم إعطاء 300.000 جرعة من لقاح أسترازينيكا، وأعلنت هولندا استئناف استخدام لقاح أسترازينيكا بعد توقفه مؤقتًا.
الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا للقاح فيروس كورونا
