شركات النقل الألمانية تستفيد من اللاجئين لسد الشواغر لديها
تقوم شركات النقل في الولايات الألمانية بتوظيف اللاجئين كسائقين من أجل سد الشواغر لديها، ورغم أن أولئك السائقين مازالوا يواجهون بعض الصعوبات، إلا أن تلك الشركات تستمر بجهودها لإدماجهم في سوق العمل بشكل أفضل.
عندما وصل اللاجئ السوري عصام القاسم إلى ألمانيا في عام 2013، بدأ يسعى لتحسين لغته الألمانية من أجل إيجاد عمل يستطيع من خلاله أن يندمج في المجتمع، وبالرغم من صعوبة اللغة بالنسبة له – كبقية اللاجئين- إلا أنه استطاع أن يجد عملاً كسائق حافلة لدى شركة النقل العام في ولاية راينلاند بفالتس التي يعيش فيها مع زوجته وبنتيه.
واللاجئ السوري الذي يبلغ الثامنة والثلاثين من العمر هو واحد من 3510 لاجئين في ولاية راينلاند بفالتس استطاعوا الحصول على وظيفة، بحسب إحصاءات أيلول/سبتمبر عام 2017، وهي أحدث إحصائيات، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وحتى قبل موجة اللجوء إلى أوروبا في عام 2015، كان هناك نقص في عدد السائقين في الولاية، كما يقول، شتيفان لونر، مسؤول قسم الحافلات في مدينة ماينتس، عاصمة الولاية.
بحث عن سائقين لاجئين بنفسه
ويضيف لونر: “اتخذنا نهجاً غير متحيزاً في هذه المسألة”، ويتابع لوكالة الأنباء الألمانية: “ينقصنا سائقون للحافلات وقطارات النقل الداخلي، ولذلك نقوم منذ 2011 بتوظيف السائقين من مختلف دول العالم”.
ورغم أن غالبية السائقين المهاجرين من دول أخرى كانوا في البداية من جمهورية التشيك وسلوفاكيا وكرواتيا، إلا أنه ومنذ نهاية 2015 ازداد عدد السائقين القادمين من سوريا والعراق وأفغانستان في الشركة. يوضح لونر: “ما يهمنا هو أن تكون عقلية السائق تناسبنا، وليس مهماً من أين ينحدر”.
كن مدير قسم الحافلات في الشركة لم يقتصر على الطلبات التي تقدم إليه من قبل اللاجئين، بل بحث بنفسه عن اللاجئين الذين يريدون أن يعملوا في الشركة. يقول لونر عن ذلك: “كان ذلك بسيطاً على الطريقة الريفية، من دون الاستعانة بوكالة العمل أو دعم آخر، لكن ذلك نجح”، مشيراً إلى أنهم وظفوا ستة سائقين وسيبدأ خمسة آخرون العمل بداية الشهر المقبل.
دعم من الشركات لتجاوز الصعوبات
ويواجه السائقون من اللاجئين صعوبات في مهنتهم الجديدة، خصوصاً من ناحية اللغة الألمانية، عندما يريدون توضيح سبب عطل ما في الحافلة – إن حدث- على سبيل المثال. كما أن من يريد العمل كسائق عليه أن يحصل على شهادة لنقل المسافرين من غرفة الصناعة والتجارة.
تقول مديرة مشروع “العمل والحياة” غير الربحي في ماينتس أنهم طوروا نوعاً خاصاً من التدريب للسائقين اللاجئين، لأن العديد منهم كانوا يرسبون في الامتحان عدة مرات، مشيرة إلى أنهم قاموا بجعل دورة اللغة الألمانية لأولئك اللاجئين تكون متناسبة أكثر مع مهنتهم.
ويظهر مشروع آخر من ولاية شمال الراين-ويستفاليا كيف يمكن دعم السائقين اللاجئين أثناء العمل أيضاً. ففي شركة باماير في منطقة قريبة من مدينة بيليفيلد، يمكن للعاملين أن يتعلموا اللغة الألمانية الاختصاصية أثناء العمل من خلال دورات خاصة.
وهذان المشروعان مدعومان من برنامج “الاندماج عبر التأهيل” الذي تموله الحكومة الاتحادية، لكن الدعم ينتهي في مشروع ماينتس في نهاية العام الجاري. ويؤكد القائمون على البرنامج ضرورة استمرار جهود الشركات نفسها لتأهيل اللاجئين ودمجهم في سوق العمل.
من جانبهم يسعى السائقون اللاجئين، مثل عصام القاسم، إلى تحسين لغتهم الألمانية إلى جانب مزاولة عملهم.