دراسة تقترح دعم كل شاب في بريطانيا بـ10 آلاف جنيه إسترليني!
اقترحت دراسة بريطانية تم الكشف عن نتائجها الثلاثاء، ضرورة منح كل شاب يعيش داخل بريطانيا، مبلغا يعادل 10 آلاف جنيه إسترليني (13500 دولار) فور بلوغه سن الخامسة والعشرين ليتمكن من تسديد ديون تعليمه وبدء مسار حياته.
وقالت الدراسة التي عمل عليها باحثون في مركز “Resolution Foundation” على مدار سنتين، إن هناك فجوة واسعة في الثروة بين الجيل المولود بعد سنة 1980، والأجيال السابقة، خصوصا فيما يتعلق بتكلفة التعليم أو إيجاد مسكن أو القدرة على بدء مشروع تجاري.
وعملت الدراسة على إيجاد وسيلة لتغيير طريقة دفع ما عرف باسم “ميراث المواطن”، والذي يقصد به توزيع الثروة على المواطنين، وتهدف إلى الحد من الاستياء الرائج تجاه المولودين في الفترة بين 1946 إلى 1965، الذين حظوا بأفضل فرص في مجالات الإسكان والمعاشات مقارنة بالأجيال اللاحقة.
وجاء في التقرير النهائي للدراسة، أنّ “الأجيال الشابة تحملت مخاطر أكبر، وتمتلك أصولا أقل من الأجيال السابقة. نحن بحاجة إلى تصحيح هذا الخلل إذا أردنا الحفاظ على الوعد بالديمقراطية في تملك الأصول”.
وقال جورج بانغهام، الباحث في “Resolution Foundation”، لـ”العربي الجديد”، إنّ “هذا المبلغ سيمنح لكل مواطن بريطاني، أو كل من يتمتّع بحق الإقامة بغض النظر عن وضعه الاجتماعي أو الاقتصادي. سيتم التحكّم في المبلغ عبر دفعه إلى حساب توفير الشخص الذي لن يمكنه التصرّف فيه سوى بموافقة الجهة المانحة بعد التحقّق من كيفية إنفاقه”.
ويضيف بانغهام، إن “التقرير حالياً متاح للنقاش العام من قبل المواطنين والسياسيين والإعلام، ولا يزال الوقت مبكرا لمعرفة متى يمكن تطبيقه في البلاد”.
ووجدت الدراسة أنّ الأشخاص الذين تراوحت أعمارهم بين 25 و34 سنة في عام 2001، حصلوا على المبالغ ذاتها التي خصصت لمن تراوحت أعمارهم بين 55 و64 سنة، أمّا اليوم، فمقارنة الفئات العمرية نفسها تظهر أن نصيب الشباب من الثروة في البلاد بات أقل 15 في المائة.
وأوضح الباحثون أنّ تمويل المبلغ المطلوب منحه للشباب سيتم عن طريق تغيير في ضريبة الميراث التي تفرض بنسبة 40 في المائة على أي ثروة تفوق مليون جنيه إسترليني، والمقترح استبدالها بضريبة جديدة بنسبة 20 في المائة على جميع الثروات التي تقل عن 500 ألف جنيه إسترليني، ثم 30 في المائة لكل ما يزيد عن ذلك.
وفي بريطانيا، يتخرّج الطالب من الجامعة مثقلا بديون أقساطها المتراكمة، كما يعاني لإيجاد مسكن بعد تخرجه، ما يفاقم المعاناة لإيجاد فرصة عمل أو بدء مشروع تجاري خاص.
وتواصل “العربي الجديد” مع ثلاثة من الشباب المعنيين بموضوع الدراسة، وهم طالب الإعلام جو (22 سنة) وطالبة الفنون غوشا (21 سنة) والمتخرج حديثا كارلوس (21 سنة)، فتمنى ثلاثتهم أن يتحقق ما قررته الدراسة على أرض الواقع قبل أن يتجاوزوا السن المحددة.
وأوضحت الدراسة أنّ هناك تحديات تواجه المقترح أبرزها أن كثيرين ممن تضرروا بالفعل قد لا تشملهم العملية، وأن البعض سيحظون بالثروة قبل فترة وجيزة من التقاعد وليس خلال السنوات التي تتطلب منهم مصاريف باهظة.
ووجدت الدراسة أنّ “الدخل المتاح للأشخاص الذي بلغوا الثلاثين اليوم، ليس أعلى من دخل الجيل السابق رغم نمو الاقتصاد بنسبة 14 في المائة خلال السنوات الـ15 الماضية.
كاتيا يوسف للعربي الجديد