تكره الشتاء ودرجات الحرارة الباردة ؟ أنت مخطئ تماماً : تعرف على فوائد البرد القارس


أصبح الليل أطول وانخفضت درجات الحرارة وبدأت المعركة ضد البرد القارس. كثيرين لا يرحبون بالطقس البارد في الشتاء، لكن درجات الحرارة المنخفضة قد يكون لها تأثير إيجابي على عدد كبير من المشكلات الصحية مثل النوم وحرق الدهون وآلام المعدة.
من الشائع لدى الجميع أن أمراض البرد والانفلونزا تزداد أثناء فصل الشتاء، في الحقيقة يرجع هذا بشكل جزئي إلى التجمع معًا داخل المنزل أو في الأماكن المغلقة، وأيضًا لأن الفيروسات تنشط أكثر في الطقس البارد. لكن الشتاء ليس بالضرورة سيئًا على الصحة.
في الواقع تظهر الأبحاث أن أجسامنا يمكن أن تستفيد بشكل كبير عندما تنخفض درجات الحرارة حيث تساعدنا على الحصول على مزيد من الراحة ومكافحة الترهل وحتى التفكير بشكل أكثر وضوحًا.
إذا كيف يساعدنا الشتاء على البقاء في صحة أفضل؟
محتوى المقال
حرق مزيد من الدهون
تشير الدراسات إلى أن سر البقاء نحيفًا خلال فصل الشتاء قد يكون المشي في أشد الأيام برودة. وذلك لأن أجسامنا تعمل بجهد أكبر للحفاظ على درجة حرارتها الأساسية (37 درجة) عندما تنخفض درجة الحرارة من حولنا.
ويستهلك هذا الجهد الإضافي المزيد من السعرات الحرارية ويمكن أن يساعد على انخفاض الوزن أكثر من المشي في طقس مشمس ودافئ.
وجدت دراسة أجريت عام 2017 في جامعة ألباني بالولايات المتحدة أن المشاركين أحرقوا 34% أكثر من الدهون عندما داوموا على السير في درجات حرارة -5، أكثر عما قاموا بالمشي في درجة حرارة 10 درجات مئوية.
في الشتاء نستمتع بنوم أفضل
تتغير درجات حرارة أجسامنا على مدار اليوم، لكن عندما نشعر بالنعاس نميل أكثر للتخلص من الحرارة استعدادًا للنوم. وهذا هو السبب في أن وجوهنا تبدو محتقنة عندما نكون مرهقين.
يقول الخبراء إن درجة حرارة غرفة النوم المثالية التي تساعد على النوم تبلغ حوالي 18 درجة مئوية مما يعني أنه من الأسهل توفير هذه الدرجة في فصل الشتاء مقارنةً بليالي الصيف الحارة. بشرط ألا تكون درجة حرارة المدفأة عند الحد الأقصى.
يقول الدكتور نيل ستانلي خبير النوم وعضو الجمعية البريطانية للنوم “في الشتاء نميل للحصول على المزيد من النوم لأن الظلام يعد إشارة للاستعداد للنوم. ولكن للحصول على نوم جيد، يجب أن نفقد درجة واحدة من درجة حرارة الجسم، لهذا فالنوم في غرفة باردة (ليست باردة جدًا) سوف يساعد على ذلك”.
الشتاء يساعد على التفكير الجيد
إذا كنت بحاجة لشراء هاتف جديد، فهذا هو الوقت المناسب. ليس لأن هناك عروض جيدة على الهواتف ولكن لأن الطقس مناسب لشراء هاتف جديد!
في دراسة بجامعة فيرجينيا بالولايات المتحدة، طُلب من المتطوعين الاختيار بين اثنين من العروض لشراء هاتف محمول. للوهلة الأولى، بدا أحد العروض جذابًا أكثر لكن بمقارنة التفاصيل تبين أنه كان الأغلى من حيث السعر في الحقيقة.
وُضع المشاركين في الدراسة في غرفتين مختلفتين الأولى دافئة وحارة والثانية كانت باردة. أظهرت النتائج أن أكثر من 50% من كانوا في الغرفة الباردة تمكنوا من دراسة العرض بشكل جيد واختاروا الخيار الأفضل، بينما في الغرفة الدافئة، كانت النسبة 25% فقط.
يعتقد العلماء أن الدماغ يعمل بشكل أفضل عندما يكون الطقس أكثر برودة لأنه في حرارة الصيف نستهلك كمية أكبر من الجلوكوز (المصدر الرئيسي للطاقة) للحفاظ على انخفاض درجة حرارته، تاركًا طاقة أقل لأشياء أخرى مثل التفكير والتذكر.
وفي فصل الشتاء يقل الطلب على الجلوكوز وبالتالي يتوفر لدى الدماغ الوقود الكافي لأداء المهام المعرفية الأكثر تعقيدًا.
في الشتاء نصبح أكثر سعادة
في الدول الأكثر برودة، تبين أن التزحلق على الجليد يمكن أن يعزز الصحة العقلية بشكل كبير، وفقًا لدراسة أجريت في كوريا الجنوبية، سأل فيها القائمون على الدراسة 280 زائرًا لمنتجعات التزلج الرئيسية عن مستويات السعادة والرضا.
تبين أن المتزلجين أصبحوا أكثر نشاطًا، وانخفضت نسبة خوفهم وتوترهم من المشاكل الخارجية. كما أشارت أبحاث أخرى إلى أن الأطفال الذين يتزلجون على الجليد، يتحسن أدائهم في المدرسة وذلك لأنه يحسن الصحة النفسية والبدنية.
حبوب شباب أقل
على الرغم من أن الأطباء دائمًا ما يخبرون الأشخاص الذين يعانون من حبوب الشباب بأن شمس الصيف سوف تساعدهم على التخلص منها وأن الشتاء قد يساعد على ظهورها.
وجدت دراسة أجريت في عام 2002 في مجلة الجلدية Dermatology قام خلالها الباحثون بسؤال 452 من المصابين بحبوب الشباب عن تأثير الشتاء والصيف عليهم. 56% منهم شعروا بأن الوضع يزداد سوءًا في فصل الصيف مع الحر والعرق، بينما شعر 11% فقط بأن الحالة تزداد سوءًا أثناء الشتاء.
وقال الباحثون “على الأغلب لا يؤثر الشتاء على انتشار حب الشباب ولكن لاحظ العديدين زيادة نسبتها في فصل الصيف بسبب العرق”. لكن بصفة عامة فالطقس البارد مفيد جدا لذوي البشرة الدهنية، أما البشرة الجافة فتسوء حالتها في الشتاء.
اعتقاد خاطئ عن الحرارة والألم
يعتقد معظمنا أن الطقس الدافئ هو العلاج المثالي للمفاصل والعضلات، لكن الهواء البارد قد يؤدي نفس الغرض. مؤخرًا يستخدم “تخدير الهواء البارد ” بالفعل في علاجات الأمراض الجلدية حيث يتم استخدام الليزر لتدمير الجلد الذي تقدم في العمر قبل الأوان بسبب التعرض الزائد للشمس.
ويُعتقد أن التعرض المفاجئ للبرد يزيد من مستويات النورادرينالين وهو هرمون يعمل كواحد من المسكنات الطبيعية للجسم.
انخفاض فرص الولادة المبكرة
قد يكون إنجاب طفل في أشهر الشتاء الباردة أكثر أمانًا من حرارة الصيف الخانقة. وجدت دراسة صينية أنه عند وصول درجة الحرارة إلى 32 درجة مئوية في الصيف، كانت تزيد فرص الولادة المبكرة كما أن الأطفال المولودين قبل الميعاد الطبيعي يكونون أكثر عرضة للإصابة بضعف الرؤية والسمع والأسنان، وقد يعانون أيضًا من صعوبات في التعلم والسلوك. كما وجدت الدراسة انخفاض خطر الولادة المبكرة إلى النصف تقريبًا عندما تصل درجات الحرارة إلى أقل من 2 درجة مئوية.