ينتاب القطاع الثقافي القلق بسبب النجاح الكبير الذي حققه حزب الحرية في انتخابات مجلس النواب. حيث يعتقد حزب خيرت فيلدرز أنه يجب إلغاء الدعم المالي للثقافة. وقد يترتب على ذلك تأثيرات سلبية على المؤسسات الفنية والإذاعة العامة.
وفي تصريح لـ بيتر فان دن بوندر، عضو في اتحاد القطاع الثقافي كونستنبوند، لـ NU.nl: “يجب علينا أن نأخذ السيناريو الأسود بعين الاعتبار”. “فإذا توقف الدعم عن القطاع الثقافي، فستتعرض العديد من الوظائف للخطر، وبالإضافة إلى ذلك، لن يكون الجميع قادرًا على الاستمتاع بالعفاليات الثقافية”.
كما يواجه العديد من المنظمات صعوبة في تلبية ميزانيتها من خلال إيرادات بيع التذاكر وحدها. ويشير فان دن بندر إلى أن المتاحف، على سبيل المثال، تحتاج إلى الكثير من المال للحفاظ على الأعمال الفنية وعرضها. وتنطبق نفس المشكلة على الحفلات الموسيقية، حيث يحتاج عزف مقطوعة بيتهوفن الخامسة إلى مائة موسيقي.
ويقول بيتر فان دن بوندر إنه إذا لم يتم توفير الدعم، فسيتعين على المواطنين دفع الفاتورة بأنفسهم، ولن يكون الحضور في حفلات الموسيقى متاحًا إلا للأثرياء والنخبة فقط. ومن الممكن أن يتكلف حضور حفل مبلغًا يصل إلى 1000 يورو.
وأضاف فان دن بندر إلى إن القطاع الثقافي يتعرض لضغوط أيضًا فيما يتعلق بالوظائف. وكان هذا القطاع يعاني بالفعل من صعوبات خلال فترة الوباء، والآن تزداد هذه الصعوبات بسبب عودة الجميع إلى الحياة الطبيعية. ويجب أن نأخذ في الحسبان أن هذا يمكن أن يؤدي إلى تدمير القطاع بأكمله.
كما تشعر ناتاشا هانيغراف، من معهد المعرفة الوطني للتعليم الثقافي وفنون الهواة (LKCA)، بالقلق بشأن السياسة الجديدة المحتملة. فالثقافة هي عامل ربط مهم في المجتمع، وتعتبر ذات قيمة لتنمية الشباب وكبار السن الوحيدين، ولذلك فإنها تتطلع إلى المستقبل بقلق كبير.
وتشارك LKCA في دعم التعليم الثقافي في المدارس من خلال تقديم المساعدات المالية. تقول هانيغراف: “الشباب يتعاملون مع الفنون والمتاحف، على سبيل المثال، وهذا أمر ليس متاحًا للجميع”.
ومع ذلك، لا ترغب المنظمة في التفكير الفوري في سيناريوهات كارثية. وأضافت “لم يتم طرح هذا الأمر بعد. نحن نرغب في إظهار القيمة المضافة للثقافة، خاصة في مثل هذه الأوقات”.
ومن المشكوك فيه حقًا ما إذا كان حزب فيلدرز سيتمكن فعليًا من الحكم، لكي يحصل على أغلبية في مجلس النواب، يجب أن تكون الأحزاب الأخرى مستعدة للتعاون مع حزب الحرية. وإذا تمكن حزب الحرية فعليًا من الحكم، فذلك لا يعني بالضرورة أن مجلس الوزراء سينفذ هذه النقاط بالفعل.
وكان فيلدرز قد أدلى بتصريح سلبي حول إذاعة البث العام، حيث صرح في برنامج Today Inside الأسبوع الماضي بأنه إذا كان الأمر متروكًا له، فإنه سيجعل المنظمة بأكملها تختفي.
وتؤكد المنظمة غير الربحية لإذاعة البث العام على أهمية الدور الذي تلعبه في المجتمع، ويقول فريدريك ليفلانج، رئيس المنظمة: “إن وجود هيئة إعلام عامة قوية ومستقلة عن السياسة والتجارة يعتبر أمراً ضرورياً في دولة دستورية ديمقراطية”. “أكثر من 83% من الهولنديين يشاهدون ويستمعون إلى برامجنا على قنواتنا ومنصاتنا الرقمية كل أسبوع. سنعمل بكل جهدنا لحماية دورنا كوسائل إعلام عامة.”
المصدر nu.
