

في بلادنا الأصلية متعارف علية أن للأب الدور الرئيسي والأساسي في حياة الأسرة هو المعيل هو الذي يتخذ القرارات في كل شيء يعتمد عليه لغاية أن يكبر الأبناء، حتى أنه يجب عليه تقديم المال لغاية انتهاء الأولاد من الجامعة ويبدؤون العمل وأعاله أنفسهم.
ولا ينتهي المشوار هنا، بل أن الأب عليه أن كان قادر أن يقدم بيت لكل ولد ذكر من أبنائه وعليه أن يبذل جهد أضافي لتأمين هذا، وهو مثل الواجب بالنسبة أليه.
وفي بعض المجتمعات كانت الزوجة الغير عامله تعتبر الرجل هو مصدر أمانها ألاقتصادي ولم تكن تعارض الرجل وتزرع في الأولاد بألا يعارضوا وفي حال حدوث أية مشكله اقتصادية فعلى الرجل تقع كل المسؤوليات والواجبات لكن في حال كانت الزوجة عامله مثل الزوج عليهم العمل معا لكن يبقى القرار الأعلى في البيت للرجل كل هذا بشكل عام يرجع إلى مدى تحرر الأب وتقبله مشاركة الزوجة في كل شيء وتقبلها هي أيضا هذا الأمر .
في أوروبا اختلف الوضع كثيرا، وبدرجات مختلفة بين عائلة وأخرى بين الزوج وزوجته وبين الأب وأولاده وان النظام المالي المعمول به شجع ألأولاد والزوجة على تحدي الأب وليس فقط الاعتراض على قراراته وبدأ زمام السيطرة يفلت من بين يدي الرجل كما أعتاد عليه أو كما كانت التقاليد والعادات تقضي مما أشعره بالغبن وأشعره أيضا أن المجتمع الجديد سرق عائلته منه وخلق جو من الصراع في العائلة الواحدة التي هي أساس المجتمع في الشرق بينما الفرد هو أساس المجتمع في الغرب.
من هنا بدأنا نلاحظ حالات طلاق كثيرة وحالات تمرد الأولاد في عمر المراهقة لا لشيء بل لأن الأولاد شعرو بأن لا أحد عليه سلطه من الناحية المادية أو الفكرية عليهم وهو شعور ألاستقلال المحبب لكل المراهقين وبدأ الصراع مع الأهل وبدأت تظهر علامات التفكك في العائلات.
لم يعد أمام الأهل إلا طريق تذكير الأولاد بالدين والتمسك به ومحاولة خلق مجتمع ضمن المجتمع كما تفعل كل الأقليات التي لا تريد الاندماج. .بعض الرجال انكفئوا وتخلوا عن أشياء كثيرة لكن في داخلهم حسرة كبيرة لمجيئهم إلى أوروبا وتدمير كل قيمهم وعاداتهم وغالبا لا يتكلم الرجل عن هذه الأمور ظنا أنها تنقص من قيمته. أما النساء اللواتي عانين وأعيد عانين في بلادهم الأصلية فلقد أصبح لديهم متنفس كبير.
أما بالنسبة إلى الرجل الأعزب البعض انجذب إلى الحياة في أوروبا والبعض الأخر شعر بالخوف على ماذا تربى من عادات وتقاليد والبعض يعيش كما يحلو له لكن يتكلم ويمدح العادات والتقاليد التي عاشها أي انه يعيش حالة من التخبط أو النفاق مما خلق مشاكل نفسيه وصراع داخلي بين القيم التي تربى عليها وبين ما يراه هنا .من الصعب تحليل الأمور بشكل عام لأن لكل عائلة خصائص معينه فالأمور النفسية هي عالم كامل بحد نفسه لكن أن عضو العائلة الذي ضحى بالكثير ليصل بعائلته أو عائلتها إلى بر الأمان شعر بأنه خدع وغرر به ونسي الجميع كل عذابه حتى وصل بهم الى بر الأمان وبأن همهم كان الوصول إلى الأمان فقط دون تقدير دوره أو دورها .
أولادكم ليسوا لكم أولادكم أبناء الحياة هكذا تكلم جبران خليل جبران أن الحياة تسير بنا إلى حيث تشاء ماذا سيحدث لنا في المستقبل مهم جدا أن نعرف من الذين سبقونا والذين مازال يطلق عليهم أسماء بلادهم الأصلية لأنهم أوجدوا مجتمعاتهم المغلقة ضمن المجتمع الهولندي أو الأوربي.
أخيرا أود القول أن عائلات كثيرة متصالحة مع نفسها لم تواجه إلى القليل من المشاكل لكن الانتقال من ثقافة إلى أخرى أمر طبيعي وليس مرضي أن تواجه أمور كثيرة.
بقلم: مروان