العدل الأوروبية: هناك حالات يحق فيها للاجئ رفض إرجاعه إلى بلد الوصول
في إطار سعيها لتحديد قواعد إرجاع طالبي اللجوء إلى بلد الوصول الأول، ذكرت محكمة العدل الأوروبية أنه قد يكون لطالب اللجوء الحق في رفض الإرجاع إذا كانت الظروف المعيشية في ذلك البلد قاسية كما في حالات “الفقر المادي المدقع”.
قضت أعلى محكمة في الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء (19 آذار / مارس 2019) خلال النظر في مجموعة من قضايا اللجوء، بأن طالبي اللجوء قد يكون لهم الحق في رفض ترحيلهم من إحدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى أخرى إذا كانت الظروف المعيشية في الدولة الأخيرة قاسية بشكل خاص. وكتبت محكمة العدل الأوروبية في بيان صحفي أن هذا يمكن أن يطبق في حالات “الفقر المادي المدقع” التي لا تتوفر فيها الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والنظافة العامة والمسكن.
ويمثل الحكم محاولة لمعالجة المأزق الأوسع نطاقاً في الاتحاد الأوروبي بشأن سياسة اللجوء. وتنص ما تعرف باسم “اتفاقية دبلن” على أن البلد الذي وصل إليه طالب اللجوء أولاً في الاتحاد الأوروبي هو المسؤول عن البت في طلب اللجوء الخاص به. ولكن في ظل خلاف واسع النطاق حول عمليات الترحيل، تعتبر هذه السياسة بحاجة إلى إصلاح شامل.
وتتعلق القضية الرئيسية للمحكمة بطالب لجوء من غامبيا طلب الحماية أولاً في إيطاليا، ثم في ألمانيا. ومع ذلك، فعندما صدر أمر له بالعودة إلى إيطاليا، رفع دعوى لطلب البقاء في ألمانيا، على أساس أن ظروف المعيشة في إيطاليا ليست جيدة.
وكتب قضاة المحكمة في لوكسمبورغ أنه على الرغم من أن ظروف المعيشة في إيطاليا قد تكون أسوأ مقارنة بألمانيا، فإن هذا وحده لا يكفي لدعم الدعوى. وأوضحوا أنه لابد أن تكون الظروف تصل إلى حد الفقر المدقع في البلد الذي يفترض أن يتحمل مسؤولية طالب اللجوء.
وكتب القضاة أن “(معاناة البلد من) درجة عالية من انعدام الأمن أو تدني كبير للأحوال المعيشية لا يحقق هذا الحد الأدنى”.
وينطبق تفسير القضاة أيضا على أربع قضايا مشتركة رفعها طالبو لجوء من سوريا وروسيا، والذين منحوا الحماية في بلغاريا وبولندا، على الترتيب. وتم تحويل القضايا الآن إلى المحاكم الوطنية.