في النصف الأول من القرن العشرين لم يكن الوضع القانوني للوالدين بالتبني قوي جدًا في هولندا، وكان بإمكان الآباء البيولوجيين دائمًا استعادة الطفل وقتما أرادوا، ولكن هذا الشيء تغير بداية من عام 1956 بصدور قانون التبني في هولندا، والذي مكّن الأسرة التي ترغب بتبني طفل باعتباره طفلها الشرعي وحينها لا يحق للوالدين البيولوجيين استرداده وهو الأمر الذي حسّن الوضع القانوني لتلك الأسر لترتفع أعداد الأطفال المتبناة لنحو 60.000 ألف طفل، وقد جاء أكثر من ثلثي هؤلاء الأطفال من خارج هولندا، وبداية من عام 1993 كانت هولندا أحد الدول الأوائل المشاركة في اتفاقية لاهاي للتبني والتي أصبحت تضم حاليًا 95 دولة من بقاع مختلفة حول العالم، لذا بالطبع التبني قد يكون عملية صعبة بالنسبة للكثير من الأسر ولكن المقابل بالفعل شيء يستحق كل لحظة معاناة وهو الحصول على أسرة.
في العالم الذي نعيش به اليوم تشغل أمور عدة مثل كثرة الأزمات والأوضاع المعيشية غير المستقرة ذهن الكثيرين، وقد أدى هذا الأمر إلى تساءل بعض الشباب عما إذا كانوا يريدون الحصول على أطفال في مثل هذه ظروف، لذا فقد وقع اختيارهم على التبني أسوة بالعائلات التي لا يمكنها الحصول على طفل بسبب العوائق الطبية.
محتوى المقال
ما هو التبني وكيف تتبنى طفل في هولندا؟
التبني بشكل قانوني هو أن تحصل على طفل شخص أخر وتقوم بتربيته وكأنه إبنك، وأغلب الأسر التي تقوم بالتبني هي تلك الأسر التي ليس بإمكانها إنجاب أطفال بسبب موانع طبية، وفي بعض الأحيان تكون الأسباب التي تدفع الأسر للتبني هي أسباب يمكن أن يصفها البعض بالمثالية، ويوجد هناك أربع أنواع من التبني وهي:
- التبني السري
- التبني المفتوح أو العلني
- التبني الدولي
- التبني المحلي
التبني السري
في هذا النوع من التبني جميع الروابط والاتصالات بين الطفل والوالدين البيولوجيين تكون مقطوعة تمامًا، ويتم تخزين البيانات المتعلقة بالوالدين في ملف خاص ولا يمكن للطفل الوصول إلى هذا الملف دون الحصول على إذن منهم.
التبني المفتوح أو العلني
في هذا النوع من التبني تستمر العلاقة بين الوالدين البيولوجيين وطفلهما، بل كذلك وعلى سبيل المثال يكون لديهم قرار يعتد به عند اختيار الوالدين بالتبني ودائمًا ما يكون هناك تواصل بينهم وبين طفلهم بل حتى قد يكون لهم دور بعملية التربية.
التبني الدولي
في هذا النوع من التبني يمكنك الحصول على طفل من خارج هولندا، وغالبية الأطفال الذين يتم تبنيهم في هولندا يأتون بالفعل من دول أخرى.
التبني المحلي
في هذا النوع من التبني يُعرض عدد قليل جدًا من الأطفال للتبني كل عام، وفي معظم الحالات يتعلق الأمر بتبني الشريك الجديد لأحد الوالدين الطفل، مثل أن يتبنى زوج الأم طفلها من زوجها الأول على سبيل المثال .
كيف تكون مؤهل لتبني طفل في هولندا؟
هناك شروط مختلفة يجب عليك استيفائها أولا حتى يسمح لك بالتبني في هولندا، وتكون هذه الشروط منقسمة إلى شروط منصوص عليها في القانون الهولندي وكذلك أخرى تضعها الدولة رفقة السلطات التي تقوم بمهام الوساطة بعملية التبني الدولي والتي تُعرف بإسم (حاملي التصاريح)، لذا وفي حال أردت تبني طفل يحمل جنسية أجنبية، سوف تحتاج إلى إذن وفق ما جاء عبر الحكومة الهولندية حتى يُسمح لك بالتبني ويصدر هذا الإذن عن وزارة العدل.
شروط تبني طفل أجنبي في هولندا
يفضل معظم الأشخاص الذين يعيشون في هولندا تبني أطفال أجانب، وفي الواقع هذا هو أكثر أشكال التبني شيوعًا في هولندا، وتعد آسيا وأفريقيا القارات الأكثر شعبية بالنسبة للراغبين في تبني طفل أجنبي، وفيما يلي بعض الشروط الرسمية المطبقة في هولندا إذا كنت ترغب بتبني طفل أجنبي:
- يجب ألا يزيد عمرك عن 41 عام عند موعد تسجيل طلبك للتبني
- يوجد إستثناء للأشخاص البالغين من العمر ما بين 42 إلى 45 عام والذين تم التأكد من قدرتهم على الرعاية بطفل متبنى يبلغ من العمر عامين أو أكثر .
- المتزوجون أو الذين تجمعهم علاقة عاطفية أو حتى الأفراد جميعهم مؤهلين لتبني طفل في هولندا.
- يمكن لشخصين من نفس الجنس تبني طفل هولندا، ولكن ذلك يكون متاحا في حالة واحدة وهي أن تسمح الدولة التي يحمل الطفل جنسيتها بهذا الأمر.
تذكر أن الفارق العمري بين الوالدين والطفل المتبنى يجب ألا يتخطى 40 عام، ولكن يوجد استثناء وحيد على هذه القاعدة وهذا الإستثناء يتعلق بالأطفال ذوي الإعاقة، وفي تلك الحالة يجب أن تكون مستعدًا لمنح الطفل كل ما يحتاج من رعاية طبية وذلك بجانب تحمل كافة التكاليف الخاصة به.
وبجانب تلك الشروط السالف ذكرها يجب أن تكون مستعدًا لاستيفاء الشروط الموضوعة من جانب الدولة التي يحمل الطفل جنسيتها، فعلى سبيل المثال قد تمنع بعض الدول الأفراد من تبني الأطفال ويكون لها شروط عمرية مختلفة.
كيف تتبنى طفل أجنبي في هولندا ؟
إذا كنت ترغب في تبني طفل أجنبي في هولندا، فيجب أولا أن تتقدم بطلب التبني الخاص بك إلى مؤسسة التبني ورعاية الأطفال والتي تُعرف بإسم Adoptievoorzieningen، وتقدم هذه المؤسسة خدمات عدة بمجال التبني ورعاية الأطفال يتضمنها تقديم المعلومات عن مجال التبني للآباء الراغبين في التبني، وتوزيع المنشورات التعريفية وتنظيم الأمسيات الإعلامية.
ويمكن تقسيم إجراءات التبني بأكملها، بداية من تقديم الطلب وحتى وصول الطفل إلى الأسرة إلى تسع خطوات، ولكن بالنسبة لتبني طفل هولندي فيجب أن يتم تقديم طلب التبني إلى المحكمة .
الخطوات التسع لتبني طفل أجنبي في هولندا
1. التقدم بطلب التبني
تبدأ الإجراءات بتقديم الراغب في تبني طفل طلب للحصول على إذن يتيح له التبني، وبعد قيامه بالتسجيل يحصل على رقم يسمى بـ BKA ويحدد هذا الرقم الترتيب الذي يتم به معالجة الطلبات المقدمة من الراغبين بالتبني.
2. التحقق من استيفاء الشروط الخاصة بالتبني
بعد الحصول على الإذن تقوم مؤسسة التبني ورعاية الأطفال بالتحقق من استيفائك للشروط الخاصة بالتبني من حيث الحالة المدنية والعمر.
3. حضور اجتماعات المؤسسة
تنظم مؤسسة التبني ورعاية الأطفال ستة اجتماعات لمناقشة عدة موضوعات ويجب عليك حضورها جميعًا، وتكون هذه الموضوعات هي الوالدين البيولوجيين وتاريخ الطفل والتعلق العاطفي والحزن والخسارة وكذلك الهوية والولاء.
4. فحص وضع الأسرة
يُجري مجلس حماية الطفل في هولندا أربع مقابلات مع مقدم أو مقدمي طلب التبني، ويتم خلال تلك المقابلات استعراض وضع الأسرة المعيشي والتعرف على أسباب رغبتهم في التبني، وبعد إنتهاء المقابلات يقوم ممثلو المجلس بتقديم تقرير شامل عن الأسرة لوزير العدل مرفق بتوصية حول ما إذا كان يمكن السماح لتلك الأسرة بنيل الإذن بالتبني أم لا.
5. الحصول على إذن التبني
بعد استعراض وزير العدل التقرير المقدم من مجلس حماية الطفل والاطلاع على التوصية المرفقة، يقرر إذا ما كان يُسمح لتلك الأسرة بالحصول على إذن التبني أم لا، وفي حالة حصول الأسرة على الإذن فإنه يكون صالحًا لمدة ثلاث سنوات ويمكن تمديد هذا الإذن لمدة ثلاث سنوات أخرى ولكن يكون ذلك بعد إجراء أبحاث إضافية عن تلك الأسرة.
6. وساطة حاملي التصاريح
تسمى السلطات التي لديها تصريح من وزارة العدل الهولندية للتوسط في عملية التبني الدولي بحاملي التصاريح، ويمكن لتلك السلطات تقديم الوساطة طوال عملية التبني برمتها والبحث عن الوالدين الأنسب لطفل أجنبي مؤهل للتبني.
7. اقتراح طفل للتبني
هذه هي اللحظة التي يتم فيها إخبارك أنه قد تم العثور على تطابق بينك وبين طفل مؤهل للتبني، حيث ستتلقى معلومات حول هذا الطفل وإذا ما كان صبي أم فتاة وعمره وبجانب ذلك سوف يتم أيضا الكشف عن تفاصيل الحالة الطبية الخاصة به، وسوف تحصل على فترة لاتخاذ قرار بخصوص هذا الاقتراح.
8. وصول الطفل وانضمامه للعائلة
هي اللحظة المنتظرة والمتمثلة في مقابلة الطفل المتبنى وفي كثير من الأحيان يكون عليك السفر لدولة الطفل الأصلية وإحضاره منها.
9. تسجيل طفلك
بمجرد وصولك إلى هولندا مع طفلك المتبنى يجب القيام ببعض الأشياء الضرورية، ومنها على سبيل المثال القيام بتسجيل طفلك بالبلدية التي تعيش فيها.
تكاليف تبني طفل في هولندا
التكاليف المرتبطة بالتبني مختلفة ويتم احتسابها بناء على عدة عوامل، فعلى سبيل المثال تبلغ تكلفة الحصول على المعلومات من مؤسسة التبني ورعاية الأطفال 900 يورو لكل طلب، وتعتمد تكاليف الوساطة على عوامل عدة مثل البلد الأم للطفل وقيمة الرسوم التي تحددها السلطات (حاملي التصاريح)، ولكن على كلِ يجب أن يكون لديك مبلغ تتراوح قيمته ما بين 7500 يورو إلى 22700 يورو لضمان تغطية تكاليف عملية التبني بالكامل، ويشمل هذا المبلغ تكاليف رعاية طفلك بالتبني بداية من وقت تقديم الإقتراحات وحتى الإنتهاء من الفحوصات الطبية، وكذلك تتضمن أيضا تكاليف السفر والإقامة لاصطحاب طفلك من بلده الأم.
الدول الأكثر شعبية بالنسبة للأسر الراغبة بتبني الأطفال في هولندا
معظم الأطفال الأجانب الذين يكونون متاحون للتبني في هولندا، يأتون من دول البرازيل والصين وجنوب إفريقيا وكولومبيا وهاييتي وإثيوبيا وتايوان، وهناك دول يأتي منها بعض الأطفال ولكن بأعداد أقل مثل بولندا والمجر ورومانيا والهند، وتتراوح أعمار هؤلاء الأطفال ما بين عدة شهور إلى 6 سنوات.
تبني طفل هولندي في هولندا
تبني طفل هولندي ليس ممكنا إذا كان الوالدين البيولوجيين لا يزالان يتمتعان بالسلطة الأبوية على هذا الطفل، ومع ذلك قد يحكم القضاة لصالح الأسر التي قامت بتبني الطفل ولكن في حالات خاصة مثل أن يكون أحد الوالدين قد أُدين بارتكاب جريمة خطيرة ضد الطفل، وفي معظم الحالات يجوز للقاضي أن يسمح بتبني الطفل من قِبل الشريك الجديد لأحد الوالدين، ولكن في تلك الحالة فإن الرابطة الأسرية التي تجمع بين الطفل وأحد والديه تنقطع كليًا.
شروط تبني طفل في هولندا
- يجب أن يكون التبني في مصلحة الطفل.
- لا يجوز للأجداد تبني أحفادهم.
- يجب أن يكون الوالدان بالتبني أكبر من الطفل بـ18 عامًا على الأقل.
- يجب أن تكون قد أمضيت مع شريكك مدة لا تقل عن ثلاث سنوات
- في حال كنت شريكًا لأحد الوالدين وتم السماح لك بتبني الطفل، فيجب أن تكون قد اعتنيت بهذا الطفل لمدة عام على الأقل قبل التقدم بطلب التبني .
الصعوبات التي ترافق عملية التبني في هولندا
من الرائع أن يتمكن الأزواج الذين لا يستطيعون الإنجاب تحقيق رغبتهم في الحصول على الأطفال، وأن يتمكن الأطفال الذين يتعرضون للإيذاء في بعض المنازل أو دور رعاية الأيتام من العثور على عائلة، ولكن كما للتبني الكثير من الإيجابيات فهو يأتي أيضا بالكثير من الصعوبات، فعملية التبني بأكملها من البداية إلى النهاية طويلة وأحيانًا تكون غير مؤكدة حتى عندما يمكنك حمل طفلك المتبنى بين ذراعيك فكثير من الأمور قد تحدث وتحرمك من تلك اللحظة المنتظرة، بالطبع هذا بخلاف أن بغض النظر عن كون الأطفال صغار بالعمر فإنهم يحملون بالفعل القليل من التاريخ معهم، وقد يجعل هذا الشيء الأمور صعبة بالنسبة لك خاصة عندما يدركون أنهم يبدون مختلفين عن والديهم، ويأتي وقت يتعين عليك فيه أن تشرح لهم أسباب ذلك، وعندما يكبرون قد يبدأون في الشعور بالحاجة إلى البحث عن جذورهم وربما أيضا عن والديهم البيولوجيين.
هل تريد أن تعرض طفلك للتبني؟
واحدة من أكبر المشاكل التي يعاني منها الكثيرين مع الحركات المناوئة للإجهاض، هي كيفية توقف حملتهم المؤيدة لمنح الحياة للأطفال وتجريم الإجهاض بمجرد أن تلد المرأة، فعلى سبيل المثال تنظم تلك الحركات حملات قوية ضد امرأة مدمنة على المخدرات سوف تقوم بالإجهاض، لكنها لن تفعل شيئًا لتلبية احتياجات الطفل بمجرد ولادته، وبالنسبة لداعمي تلك الحركات الناشطين بالحياة السياسية ويمتلكون السلطة فعادة لا يفعلون شيئًا لتسهيل الحياة بالنسبة لهؤلاء الأطفال الفقراء الذين لم يطلبوا أن يولدوا في عالم لا يكون فيه آباؤهم يتحلون بالمسؤولية ولا قادرين على رعايتهم أو منحهم منازل ينعمون فيها بحياة صحية وأمنة ومستقرة، وفي هولندا لا يمكنك التخلي رسميًا عن طفلك، ويعتبر التخلي عن طفل لا يقوى على مساعدة نفسه وتركه في الشوارع أو مع الغرباء جريمة جنائية، فإذا كنت لا تريد أو لا يمكنك الحصول على حضانة طفلك، فيجب على القاضي أن يقرر ما هو الأفضل لذلك الطفل، وهناك أيضا بعض المؤسسات والوكالات التي يمكنها مساعدة الأسر التي ترغب في التخلي عن أبنائها وعرضهم للتبني مثل وكالة FIOM المتخصصة بمجال التبني ورعاية الأطفال.
وكالة FIOM
عندما تقرر أو عندما تقرر إحدى الأسر التخلي عن طفلها، توفر وكالة FIOM المساعدة والتوجيه للأم أو الأسرة والطفل ويشرف مجلس حماية الطفل الهولندي على كافة الإجراءات، وتتمتع الوكالة بحق الوصاية على الطفل بشكل مؤقت وذلك حتى يتخذ القاضي القرار الذي يحقق صالح الطفل في النهاية، ولكن لأن التخلي عن طفلك ليس قرارًا سهلاً يتم منح الوالدين فترة إلزامية مدتها ثلاثة أشهر للتفكير في هذا القرار فربما يتراجعون عنه، وخلال تلك الفترة يتم إيداع الطفل بأحد دور الرعاية، وفي حال إنقضاء فترة الثلاث أشهر إذا قرر الوالدان رعاية طفلهما والتراجع عن فكرة التخلي عنه يتم إعادة لم شمل الأسرة في أسرع وقت ممكن، وبالنسبة لوكالة FIOM فيكون دورها عن حدوث ذلك هو تقديم المساعدة للأسرة وذلك من أجل رعاية طفلهم بأفضل طريقة ممكنة، وقد تتمثل هذه المساعدة في بعض الأحيان بإدراج الطفل بأحد دور الرعاية وذلك حتى يصبح الوالدين مستعدين للعناية به .
ولكن في حال إنقضاء فترة الثلاث أشهر وتمسكت الأسرة أو الأم بقرار التخلي عن طفلها، يتم عرض الطفل للتبني وحالما يتم تبني الطفل فإن الرابطة الأسرية التي تجمع بينه وبين الوالدين البيولوجيين تنقطع بشكل نهائي ولا يحق لهم استرداده بأي شكل من الأشكال، لذا إذا كنت تفكر في التخلي عن طفلك وعرضه للتبني فننصحك بالاتصال بوكالة FIOM، وسوف تجد أحد المختصين مستعد لتقديم كافة أنواع الدعم والنصح والإرشاد لك ومساعدتك على ترتيب أمورك، وذلك لأن التخلي عن طفلك ليس بالشيء الهين وسوف تتحمل تبعات هذا القرار طوال حياتك، وليس هذا فحسب بل تقدم الوكالة أيضا المساعدة والإرشاد للأسر أو الأم بعد الانتهاء من عملية التبني وانفصال الرابطة الأسرية بينهم وبين الطفل.
محاربة عمليات التبني الغير مشروعة
تساعد عمليات التبني الأطفال الذين يولدون في أسر غير مستقرة في العثور على الرعاية التي يحتاجون وتوفر لهم حياة مستقرة وهذا هو السبب الأهم لحدوث التبني في المقام الأول، ولكن بالطبع لأن الأطفال ليسوا إكسسوارات والتبني ليس بشيء تفعله لمجرد فقط أن تشعر بالرضى عن نفسك أو من أجل أن تحصل على الصورة المثالية للعائلة كما تراها بمخيلتك، يجب ألا تقوم بتبني أي أطفال بطريقة غير مشروعة .
وفي هذا الصدد قالت الإخصائية الحقوقية الهولندية مود دي بور بوكيتشيو خلال جلسة مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان : ” تشكل عمليات التبني الغير المشروعة انتهاكات جسيمة لحقوق الطفل، بداية من التجريد القهري من الهوية إلى استغلالهم بطريقة غير إنسانية عبر البيع ” .
وأضافت : “أحد العوامل الرئيسية وراء كثرة عمليات التبني الغير مشروعة هي تلك المكاسب المالية الضخمة التي يتم تحقيقها عند شراء الأطفال وعرضهم للتبني خاصة في حالة التبني الدولي” .
واختتمت حديثها قائلة : “وطالما أن رسوم التبني تفتقر إلى الشفافية والتبرعات التي تحصل عليها بعض البلدان سوف تظل مرتبطة بجعل أطفالهم متاحين للتبني، فستظل تلك الظاهرة تؤرقنا دائمًا”.
لذا في سبيل مكافحة عمليات التبني الغير مشروعة، من المهم إذا كنت تعيش في هولندا وترغب في تبني أطفال أجانب، خاصة من البلدان الأفريقية والآسيوية أو الأمريكتين، أن تفعل ذلك من خلال الوكالات التي تعمل مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وألا تأخذ الطريق المختصر وتقوم بدفع المال لهؤلاء المتاجرين بالأطفال الذين يرهبون العائلات للتخلي عن أطفالهم أو حتى يقومون باختطافهم، اتبع السبل الصحيحة والقانونية بغض النظر عن مدى طول تلك العملية أو أن حصولك من خلالها على طِفل لن يكون أكيدًا، وتأكد من أنه عندما يسير هذا الطفل إلى ذراعيك، أنه قد جاء إليك بطريقة مشروعة وأمنة وليس مشكوك فيها، فعلى سبيل المثال توجد منظمات مثل Wereldkind وهي منظمة تعمل كوسيط بين السكان المحليين في البلدان الأجنبية والأسر الراغبة بالتبني في هولندا وذلك من أجل إيجاد منازل آمنة وتوفير الرعاية للأطفال الذي ولدوا في ظروف صعبة في إفريقيا وآسيا والأمريكتين، وتعمل Wereldkind مع المنظمات المحلية والدولية من أجل ألا ينتهي المطاف بالأطفال في الشوارع، وما يحدث في حال كان من الصعب أن ينشأ الطفل رفقة أسرته هو خير مثال عن طبيعة عمل هذه المنظمة، ففي هذه الحال فإنهم ينظرون إلى إمكانية أن ينشأ هذا الطفل في أسرة محلية دون أن يحتاج لمغادرة بلاده، ولكن في حال إذا لم يكن ذلك ممكنًا أيضا فإنهم يتوسطون في عملية التبني الدولي وهنا تصبح العائلات الهولندية بديلاً جيدًا، خاصة وأنهم يعتبرون التبني إجراءً دوليًا لحماية الطفل، ولهذا السبب يبحثون عن أسر مناسبة في هولندا لهؤلاء الأطفال.