ميشيل علي – أمستردام: ستبدأ بلدية أمستردام بحظر الجولات السياحية التي يقودها مرشدين سياحيين لمنطقة الضوء الأحمر سيئة السمعة مطلع العام القادم، وتعد هذه الخطوة أحدث خطوة تقوم بها المدينة لمعالجة مشكلة التجمعات الكبيرة وتحسين ظروف وبيئة العمل للمومسات في المنطقة.

وتعد منطقة الضوء الأحمر أو “الريد لايت ديستركيت” من أشهر المناطق السياحية في أمستردام، حيث يتجاوز عدد زوار هذه المنطقة الآلاف كل أسبوع وفقاً للمسؤولين. ولكن المجموعات السياحية التي تأتي على شكل قوافل من السياح تأتي و تأتي مشاكلها معها. حيث أن هذه الحشود الكبيرة من السياح زادت من مضايقة الفتيات العاملات في المنطقة، سواء من حيث التحديق ببلاهة وبشكل مزعج على الفتيات أو بسبب مضايقتهم للزبائن المحتملين.

وقال أودو كوك ، نائب عمدة أمستردام ، في بيان صادر يوم الإربعاء: “إننا سنقوم بحظر الجولات السياحية التي تأخذ الزائرين في جولات لمشاهدة جميع نوافذ العاملين بالجنس في المنطقة؛ وذلك لأننا لا نريد فقط منع التجمعات الكبيرة في المنطقة، ولكن أيضاً لأنه أمر يقلل من احترام الفتيات المشتغلات بالجنس “.
وأضاف نائب العمدة:” لقد ولى الزمان الذي ينظر فيه إلى منطقة الضوء الأحمر و العاملات هناك كمنطقة سياحية”.

كما ذكر البيان إن هذا المنع سيصبح ساري المفعول في بداية شهر يناير القادم، ويشمل المنع أيضا على الجولات السياحية المجانية وتوجيه دعوات علنية للزائرين للمشاركة في هذه الجولات.

على الرغم من أن أمستردام – العاصمة الهولندية – يوجد فيها أماكن سياحية ثقافية مميزة – مثل المعارض والمتاحف والمطاعم وقنواتها المائية الشهيرة – ولكن على مدى عقود ،كان أكثر ما يجذب السياح أيضاً إلى المدينة هو البحث عن الممنوعات والدعارة، حيث أن كلاهما مسموح به إلى حد كبير هناك. بالإضافة إلى ذلك، فإن موقع هولندا الجغرافي وقلة تكاليف المعيشة نوعاً ما يجعلها من أكثر الدول ذات الجاذبية للسياح. حيث ارتفع عدد السياح القادمين إلى هولندا عن ما يزيد على ١٩ مليون سائح في السنة خلال السنوات الماضية.

وقال كوك : ” من المشكلات المتكررة التي تواجه المسؤولين في أمستردام هي تسبب المجموعات السياحية بازدحام واكتظاظ شوارع منطقة الضوء الأحمر، وبالإضافة إلى التصرفات والنظرات الغريبة التي يقوم بها السياح تجاه الفتيات العاملات هناك. فان هذه المجموعات وما يصاحبها من صخب تطرد الزبائن المحتملين للفتيات. حيث تمر أكثر من ألف مجموعة سياحية عبر Oudekerksplein الساحة الرئيسية لمنطقة الضوء الأحمر.

ولم يكن المرشدين السياحيين مفيدين للفتيات العاملات من حيث تحسين بيئة عملهم، حيث تزعج هذه الحشود والمجموعات السياحية الفتيات هناك بسبب تحديقهم المستمر على الفتيات مما يجعل الزبائن المحتملين ينتظرون حتى ذهاب هذه المجموعات للدخول إلى غرفة الفتاة.

وقال مسؤولو المدينة إن السكان والمحلات التجارية في منطقة الضوء الأحمر “يعانون من الإزعاجات الناجمة عن المجموعات السياحية”. وأظهرت نتائج استبيان وزع على الفتيات المومسات في المنطقة، أن ٨٠% من العاملات قالوا إن الجولات السياحية “كان لها تأثير سلبي على أعمالهم”. ويؤكد المسؤولون أيضاً أن العاملات في مجال الجنس لا زلن يعانين من مشاكل  ومضايقات من قبل المجموعات السياحية المصحوبة بمرشدين سياحيين مثل التصرفات الوقحة والفجة تجاههم وتصوير السياح للفتيات أثناء تأدية عملهن.

ومن الناحية الأخرى يقول نيك براست ، مدير Strawberry Tours ، وهي شركة صغيرة تنظم زيارات ومجموعات سياحية في أمستردام: “إنه إذا مضت الحكومة في الحظر ، فستكون (كارثة) على أعماله”. وأضاف براست في مكالمة هاتفية:” أتفهم الهدف الذي يرغبون في تحقيقة، لكن الحكومة ترغب أن ترى إلى أي مدى تستطيع التحكم وتقييد الأمور. وأنا أعتقد أنهم ينتظرون ردة الفعل الآن.  كما أن هذا القرار قد لا يكون مفيداً بل قد يزيد من تفاقم الوضع سوءاً. حيث أن منع المرشدين السياحيين لا يؤدي إلى توقف الناس والمجموعات السياحية عن الذهاب إلى المنطقة ومضايقة الفتيات العاملات. فالناس والمجموعات السياحية ستستمر بالذهاب والتجمع ولكن هذه المرة بدون أن يكون معهم مرشد يخبرهم أن يتصرفوا بأدب وألا يلتقطوا الصور للفتيات.