هذا ما فعلته هولندا لمواجهة الفيضانات الهائلة


أودت الفيضانات الأخيرة بحياة العديد من الأشخاص في ألمانيا وبلجيكا، لكنها تركت هولندا سالمة نسبيًا رغم أن الدولة تقع تحت مستوى سطح البحر. فما الذي فعلته الدولة الهولندية للحد من مخاطر الفيضان. كلمة السر: مشروع دلتا في هولندا.
محتوى المقال
ما هو مشروع دلتا في هولندا؟
يقع جزء كبير من هولندا تحت مستوى سطح البحر وهو ما يجعلها عرضة للفيضانات باستمرار، لهذا تظل الحماية من الفيضانات دائمًا لها أهميتها الحيوية في هولندا لحماية ملايين الأشخاص.
ثلاث بوابات -تغلق تلقائيًا عند ارتفاع المياه- وستة سدود وأربعة حواجز ضد العواصف، هذه هي أعمال مشروع دلتا الذي عملت عليه إدارة الموارد المائية Rijkswaterstaat، وهم يشكلون معًا أكبر نظام دفاع ضد الفيضانات في العالم وليس في هولندا وحدها.
وفي عام 2013، صوت الاتحاد الدولي للمهندسين لصالح مشروع دلتا في هولندا باعتباره أضخم مشاريع الهندسة الهيدروليكية في العالم. وأشادت لجنة التحكيم بالتكنولوجيا المبتكرة للمشروع وهيكله السليم واستدامته ومميزات أخرى.
بداية العمل
بدأ المشروع في العام التالي للفيضان العظيم في عام 1953، واكتمل المشروع الضخم في عام 1997. مشروع دلتا ضم هياكل وأبنية رائعة حتى أن الدولة أعلنت بعضًا منها آثارًا وطنية.
كانت الفكرة تتمثل في إعطاء مساحة أكبر لنهر ماس ورور والراين من خلال إنشاء المزيد من السهول الفيضية. لا منازل هناك ولا مصانع ولا بنية تحتية مهمة مثل القطارات ولكن الحقول فقط والمروج.
مشروع دلتا لمواجهة الفيضان والجفاف أيضًا
تم تصميم مشروع دلتا في هولندا لمواجهة الفيضانات من النوع الذي يحدث نظريًا كل 250 عامًا. المشروع ليس معدًا فقط لمواجهة الفيضانات المدمرة، ولكن أيضًا للاستعداد للجفاف، فهو يهدف إلى توفير المياه في فترات الجفاف.
لقد اضطرت السلطات إلى هدم المنازل وإعادة توطين الناس في السنوات الأخيرة. فكلما زادت المساحة الخالية حول النهر قلت سرعة التيار وارتفاع المياه.
فإذا كان هناك تيار في منطقة جبلية ضيقة وارتفعت المياه أضعاف المعتاد، سيؤدي ذلك إلى إنتاج تيار قوي داخل المناطق الضيقة، وبالتالي طبيعة هولندا الممتدة الخالية من الجبال ساعدت كثيرًا في مواجهة الفيضانات.
وكان الغرض الرئيسي من مشروع دلتا في هولندا هو حماية هولندا من الفيضانات، ولكن حواجز الفيضان لها فوائد أخرى أيضًا منها:
- تسمح السدود بالتلاعب بتدفق المياه للسماح بدخول المياه العذبة وإطلاق المياه الملوثة وبالتالي تحسين جودة المياه.
- تضمن إمتدادًا أكبر من المياه العذبة على الأرض مما يفيد الزراعة.
- تحسن وصول الشحن الداخلي إلى أجزاء كبيرة من مقاطعة زيلاند، من خلال تخفيف تأثير حركات المد والجزر.
- ساعدت في إنشاء محميات طبيعية جديدة ومناطق ترفيهية ومزارات سياحية منها حديقة Oosterschelde الوطنية المكونة من الرمال المكشوفة والمسطحات الطينية.


حديقة Oosterschelde
تعد حديقة Oosterschelde الوطنية في هولندا مصبًا ضحلًا يتدفق فيه 800 مليار لتر من المياه خلال كل دورة من المد والجزر. وهي عبارة عن عالم من السهول الطينية والمستنقعات المالحة الغنية بالمحار والروبيان وسرطان البحر والعديد من أنواع السمك.
ينتج البحر وتأثير المد والجزر ثروة هائلة من النباتات والأعشاب البحرية والحيوانات والرخويات. وهي أيضًا موطن الطيور الفريد دوليًا شتاءً وصيفًا. عندما يكون المد مرتفعًا تستقر الطيور على المستنقعات المالحة وحقول استصلاح الطين والأراضي خلف السدود. في الواقع من خلال مراقبة الطيور يمكن معرفة ما إذا كان المد مرتفعًا أم منخفضًا.
وتوجد بالحديقة العديد من الأنشطة المناسبة لجميع أفراد الأسرة من المشى على الشاطئ أو زيارة مزرعة بلح البحر أو القيام برحلة بأحذية خاصة في المستنقعات. كما أنها جنة لعشاق الصيد ومراقبي الطيور.
وفي الصيف، تجد أنشطة مثل السباحة أو الغطس أو التجديف في أحد الشواطئ حول Oosterschelde.
حديقة Neeltje Jans المائية للاطفال
تعد من بين أعمال دلتا الرائعة وخاصة للأطفال. حيث يتم شرح تاريخ المشروع وتشغيل حاجز العاصفة بطريقة حية ومرحة بواسطة جهاز محاكاة للأعاصير، ويمكن للأطفال الوصول المباشر إلى النباتات والحيوانات المحلية. كما يوجد ملعب مائي وتقام أيضًا عروض حية مع الفقمة وأسد البحر.
يمكنك أيضًا استكشاف المناطق المحيطة بمشروع دلتا والذهاب لركوب الأمواج بالقرب من Brouwersdam.